طلاب الثانوية العامة مثل الرؤساء يحصلون على 99.9%

TT

اشير الى ظهور نتائج الثانوية العامة للبنين والبنات في العالم العربي، والى ما صاحب هذه الامتحانات من ظاهرة مذهلة وغريبة وغير مقنعة، وهي حصول عدد كبير جدا من الطلبة والطالبات على درجة 100% و99.9 و89.8 وخلافه، مما يقتضي معه ادخال نتائج الثانوية العربية العامة في كتاب «جينس» للارقام القياسية. لقد تحسنت ظروف الطلبة عن ذي قبل بسبب اهتمام الاسرة العربية بالتعليم الجامعي، وتهيئة الامكانيات والفرص الملائمة للابناء للتحصيل والدراسة في بيئة صحية جيدة، وتحمل اعباء وتكاليف الدروس الخصوصية والمعلومات التي توفرها وسائل الاتصال الحديثة من انترنت واقراص فيديو وخلافه. ولكن كل هذه الامكانيات المتاحة لا يبرر حصول هذا العدد الكبير على هذه الدرجات الخيالية، مما يفيد بوجود خلل في نظام الامتحانات ونظام تصحيح هذه الامتحانات.

من المقبول والمعقول ان يحصل طالب او طالبين على درجة (90% ـ 95%)، ولكن حصول هذا العدد الكبير على درجات فوق الـ96% و100% يعني ان الامتحانات مخترقة او دون المستوى او انها تعتمد على الحفظ والتلقين الالي دون اعتبار لمدى الاستيعاب واختبار قدرات الطالب وملكاته الذهنية والعقلية، واصبحت نتائج الطلبة العرب مثل انتخابات الرؤساء العرب الذين كانوا يفوزون بنسبة 99.9 ـ ورفعها صدام حسين في آخر انتخابات رئاسية قبل زوال نظامه الى 100%، لقد خاض جيلنا السابق تجربة الامتحانات من المرحلة الابتدائية وحتى المرحلة الجامعية، ولم نسمع عن طالب حصل على هذا الرقم الفلكي، ولم يحدث ذلك، اطلاقا. حيث ان من الممكن الحصول على الدرجة الكاملة في الرياضيات، ولكن من المستحيل الحصول على الدرجة الكاملة في علوم ومقررات مدرسية كثيرة.

ان نتائج الامتحانات تتناقض تماما مع تقارير الامم المتحدة عن التنمية البشرية في العالم العربي وانخفاض مستوى التعليم، والقراءة والاطلاع، وضمور المكتبات والكتب، كما ان وجود هذا العدد الهائل من الطلبة (النابغين) و(العباقرة) يتناقض مع التدهور السنوي في مستوى المعيشة في العالم العربي، مما يقتضي معه قيام رجال التربية والتعليم بفحص ودراسة وتشخيص هذه الظاهرة واعادة النظر في المناهج وطريقة الامتحانات ونظم التصحيح وانقاذ التعليم في العالم العربي من تجار الشهادات.