ازدواجيتنا.. عقبة كبيرة في طريق التقدم

TT

عندما يكف الوالدان عن ضرب ابنائهما والحاق الأذى بهم بالألفاظ الزاجرة والمحبطة، ويمتنعان عن الازدواجية الملقنة لهم في افعل ولا تفعل لنفس الشيء، عندما يتوقف المدرس عن اهانة تلامذته، ونعتهم بكلمات جارحة لها وقع مؤلم في النفوس، عندما يتحد علماء الدين الاسلامي في مواقفهم تجاه الاحداث ويستنبطون آراءهم من سماحة وعظمة هذا الدين الذي يحمي أهل الذمة ويعاقب كل من يعتدي عليهم ـ ناهيك عن انه يحرم الاعتداء على معتنقي الديانات الأخرى «لكم دينكم ولي دين»، ويعملون على توعية عامة المسلمين منعا لانحرافهم واساءتهم للرسالة المحمدية واتباعها الذين يزيد عددهم عن مليار نسمة. عندما يحترم الرئيس في العمل مرؤوسيه ويكون صديقا لهم دونما تعال أو ازدراء.

وعندما يذهب المواطن الى دائرة حكومية لقضاء مصالحه فينجزها ببساطة. عندما لا تزايد احزاب المعارضة في بعض الدول العربية على الطبقة الحاكمة أو الحزب الحاكم وتتناسى دورها المنوط بها من القاء الضوء على الايجابيات والسلبيات على حد سواء وبشكل متحضر بما يحقق الانسجام والتناغم في الوطن الواحد، أو ما يسمى السعي لتحقيق الوحدة الوطنية، ولا يستأثر رئيس الحزب بمنصبه حتى الممات في الوقت الذي ينتقد فيه أولئك الذين لا يتنحون عن كراسيهم.

عندما ننبذ تجميل المجاملات التي تؤدي الى اعاقة الانتاج وتوليد الاحقاد.

عندما نتعلم النظام الذي هو احد اسرار تقدم الشعوب، ويحضرني هنا ما قاله الصهيوني موشي دايان: اننا سنخاف من العرب لو وقفوا في الطابور انتظارا للحافلة. عندما يتم اصلاح ذواتنا يصبح لنا الحق في انتقاد بعض حكامنا الذين لم يهبطوا من السماء، بل هم من نسيج مجتمعنا العربي والاسلامي.