تعليقا على ما نشر في «الشرق الأوسط» يوم الاحد الماضي، بعنوان (طالبة يهودية تتمسك بمواصلة حملتها ضد منحة مقدمة من الشيخ زايد لجامعة هارفارد)، الجامعات في الشرق والغرب تشجع انشاء الكراسي العلمية لتطوير البحوث العلمية والاكاديمية في كافة الصعد ولتحقيق التواصل بين الشعوب. ولمنظمة الامم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) الريادة في انشاء الكراسي العلمية في جامعات الدول المنضوية في عضويتها، من اجل تعزيز التفاهم ونشر الثقافة والعلوم في مختلف دول العالم، والكراسي العلمية التي نحن بصدد الحديث عنها نوعان: الاول تكريمي، حيث تنشئ الجامعات كراسي علمية للعلماء والباحثين المبرزين في مختلف الميادين، والذين تركوا بصماتهم في تقدم بلادهم، وتنشئ مثل هذه الكراسي معظم الجامعات في العالم. والنوع الثاني مادي، حيث تنشئ الجامعة كراسي علمية لاولئك الذين يقومون بتمويل مشروعات بحثية في مختلف المجالات الاكاديمية والتكنولوجية والثقافية. والجامعات الاميركية وعلى رأسها جامعة هارفارد، التي تعتبر من اعرق الجامعات تشمل هذا النوع، تعتبر من المصادر المهمة لجلب الاموال للجامعات، واللوائح في الجامعات تسمح بقبول التبرعات والهبات لكي تتمكن من اداء وظائفها التدريسية والبحثية وخدمة المجتمع ونشر ثقافة السلام والتسامح بين مختلف الشعوب، ولكن بكل أسف تمكنت اللوبيات الصهيونية من تحويل مراكز الدراسات الاستراتيجية والبحثية وكافة وسائط الاتصال الاميركية الى ساحة للنيل من سمعة العرب والمسلمين. وتصرفات الطالبة اليهودية الحاقدة لا تختلف عن تصرفات ارييل شارون وتصرفات اعضاء مجلس الشيوخ الاميركي الذين تخصصوا في اصدار القوانين لمعاقبة الدول العربية والاسلامية، مثل قانون محاسبة سورية، وقانون السودان، والمطالبة بتغيير المناهج الدراسية في كافة الدول العربية والاسلامية لخدمة اسرائيل، ولضمان كراسيهم في الكونجرس الاميركي، ثم نتساءل: كيف تطالب الولايات المتحدة الاميركية الدول العربية بتطبيق الديمقراطية على طريقتها ويعد باول بتقديم 26 مليون دولار من اجل ذلك، في الوقت الذي ترفض طالبة يهودية منحة الشيخ زايد، وتشن حملة ظالمة ضد العرب والمسلمين؟ وانشاء الكراسي العلمية والمدارس في جامعة هارفارد الاميركية واكاديميات المملكة المتحدة وجامعة موسكو والمساجد التي تقيمها السعودية وبعض الدول العربية والاسلامية يعتبر جميعه من القنوات الاتصالية المهمة في تقديم الصورة المشرفة عن العرب والمسلمين وفي تعريف العالم بالاسلام والثقافة العربية.