مخاوف شماليي السودان ليست أقل من أهل جنوبه

TT

في عددها رقم «9007» الصادر يوم السبت 2003/7/26، طالعتنا جريدة «الشرق الأوسط» بلقاء مطول مع ياسر عرمان الناطق باسم (الحركة الشعبية لتحرير السودان)، وقد تحدث في شؤون كبيرة قالبا كثيرا من الأمور.

عرمان قال، ان السودان لكل السودانيين سواء جاءوا من الشرق او الجنوب او الغرب او الوسط. ماذا غاب من جهات السودان هنا؟

وكما هي عادته، فإن ياسر عرمان يحاول استعداء الولايات المتحدة الاميركية على شعب السودان ويتهدد ويتوعد باسمها، وان الخرطوم ليست اقوى من كابل او بغداد وكأني به سعيد بما حل بالعاصمتين.

ان ياسر عرمان، الذي يدعو الى ان يحكم الجنوبيون السودان، لا يمثل جنوب السودان، بل ان حركته لا تمثله كذلك، وانظروا الى اسمها فهي (الحركة الشعبية لتحرير السودان) اي ان جون قرنق ومن معه يرون ان السودان ما زال مستعمرا ولا يعترفون بأن السودان دولة حرة مستقلة، وان عيد الاستقلال الذي يحتفل به السودان في كل عام منذ 1956، لا يساوي شيئا في اجندة الحركة التي قامت من اجل تحريره.. تحريره من مَن؟اتمنى من الصحافيين الذي يجرون اللقاءات مع عرمان ان يسألوه هذا السؤال: ممن تحررون السودان؟، وهو الذي يصرح لاجهزة الاعلام العربية بكثير من العموميات التي تخدم منطقه وحجته ويعرض الصورة من زاوية واحدة لشعوب لا تعلم عن واقع الحركة ولا ظروف نشأتها واهدافها شيئا، فعندما يتحدث عن عشرين عاما من النضال والقتال نسأله: ماذا قدمت الحركة خلالها لاهل الجنوب خاصة، واهل السودان عامة، غير الدماء والاشلاء والجهل والمرض والفقر؟ وهو يعلم ان التمرد في جنوب السودان بدأ في عام 1955 اي قبل جلاء المستعمر البريطاني من السودان بعام، وحينها لم تكن هناك شريعة او جهاد كما يدعي بأن هذا هو الذي ضاعف من ويلات هذه الحرب.