لنا جزء من الأرض.. وكل شيء لإسرائيل

TT

ما حدث في فلسطين يشبه اقتحام شخص ما بيتك عنوة واستيلاءه عليه، ومن ثم مفاوضتك لوضع حد للعداوة التي نشأت بينكما بسبب ذلك ويقترح عليك ان تعيش في احدى الغرف بشرط ان تتقيد بتعليماته ومنها: عدم فتح شباك الغرفة ليلا، عدم رفع صوت المذياع والتلفاز، عدم استخدام سلم البيت، عدم التحرك دون اذن، لا زيارات من معارفك أو اقاربك الا بإذن منه.. الخ.

لقد هُجر الفلسطينيون من ارضهم بقوة السلاح، خاصة في عام 1948 ودمرت بيوتهم وطردوا من وطنهم لا يحملون الا بالكاد صكوك اراضيهم ومفاتيح بيوتهم، وتوزعوا على مناطق الشتات في الضفة الغربية وقطاع غزة والاردن وسوريا ولبنان ومصر والعراق وما يزالون الى وقتنا هذا يحلمون بالعودة واسترداد حقوقهم المسلوبة.

ثم جاءت حرب حزيران 1967 واحتلت اسرائيل الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان وسيناء ووادي عربة. وبعد طول عناء رضخ الفلسطينيون (ليس جلهم طبعا) لما اسموه (الامر الواقع والشرعية الدولية) بشعار الارض مقابل السلام ومعنى هذا ان تنسحب اسرائيل من المناطق المحتلة عام 1967، وبالمقابل يمنح الفلسطينيون السلام والأمن الى اسرائيل داخل الخط الاخضر.

وكعادتها وافقت اسرائيل على هذا المبدأ بشهادة دولية، وعند تظاهر اسرائيل بالتطبيق قالت: ممنوع اعلان دولة فلسطينية، ممنوع انشاء جيش، ممنوع امتلاك الطائرات الحربية والاسلحة الثقيلة، تبقى المعابر والحدود بيد الجيش الاسرائيلي، ممنوع دخول المناطق بدون موافقة اسرائيلية، المستوطنات يجب ان تبقى، القدس عاصمة اسرائيل الابدية، تحتفظ اسرئيل بنقاط مراقبة واراض.. الخ انتهاء بالجدار الفاصل الذي زاد الطين بلة، اضافة الى الاستمرار بالاغتيالات. وبعد كل التضحيات والتنازلات التي قدمها الفلسطينيون حشرتهم في الزاوية، ولم تترك لهم أي مفر على ارض الواقع.