مغالطات عميمور ومواقفه المتناقضة

TT

كتب الدبلوماسي الجزائري السابق، محيي الدين عميمور، في العدد 9019 من جريدة «الشرق الأوسط» الصادر يوم الجمعة 8 اغسطس (آب) الجاري، مقالا بعنوان «شعرة معاوية بين الجزائر والمغرب» حشر فيه العديد من المواقف المتناقضة والمغالطات المكشوفة التي تنبني على تقييم خاطئ لمجمل ملف النزاع حول الاقاليم الصحراوية الجنوبية للمغرب.

ان تناقض عميمور لا يتناسب مع ما لديه من تراكم التجربة الدبلوماسية في عدد من دول المشرق العربي، حيث يعرف جيدا أن كل محاولات زملائه من السفراء الجزائريين لم تفلح في خلق تصور لدى الاشقاء العرب بأن الجسم العربي قابل للمزيد من التشتيت والتقسيم وتأسيس كيانات جديدة.

عميمور لا يخفي في مقاله اختلافه مع الاشقاء في المغرب حول هذه القضية، في حين انه يؤكد محبتهم واحترامه وتقديره لهم على دعمهم لثورة الجزائر ضد الاستعمار ورعايتهم لمجاهديها! ويعترف بالحقوق التاريخية للمغرب في بسط نفوذه على سائر اراضيه، ولكنه يعرب عن ايمانه بالمنطق الجزائري الرافض لنظرية الحقوق التاريخية، التي كانت خلف الكثير من مآسي المنطقة والملتزم بقرارات منظمة الوحدة الافريقية القاضية باحترام الحدود الموروثة عند الاستقلال! يدافع عميمور عن تفهم الجزائر لما يسميه مطالبة الصحراويين بتقرير المصير وتأييدها لمطالبتهم به كحق تكفله لهم الشرعية الدولية، ولكن سرعان ما يسقط في متاهة اشبه بالسؤال: من سبق الى الحياة الدجاجة ام البيضة؟ بمعنى هل كان المغرب هو السبَّاق الى المطالبة بإجراء الاستفتاء ام الجزائر او البوليزاريو! وبدل ان يفصح عن المسؤول الحقيقي عن عرقلة الاستعداد لاجراء الاستفتاء يكيل الاتهام للمغرب بأنه المسؤول عن ذلك.

ويخلص عميمور الى انتقاد محمد بن عيسى وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي لمجرد انه نطق بما كان يجب ان ينطق به من سبقوه الى ادارة دواليب الدبلوماسية المغربية، حين قال: ان المشكل قائم بين المغرب والجزائر، وعلى هذين الطرفين ان يجلسا إلى مائدة التفاوض بحثا عن حل دائم وعادل يريح المنطقة من هذا العبء الذي تسبب فيه الرئيس الراحل هواري بومدين وزمرة من حلفائه في المؤسسة العسكرية الجزائرية ايام الحرب الباردة. اما ما يتعلق بتأثر الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لوفاة الملك الراحل الحسن الثاني وسلامه على رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك، وتكوين جمعية للصداقة الجزائرية ـ الاسرائيلية، وهي الاولى من نوعها عربيا على حد علمي.. فهذه امور تهم الجزائريين وهم الادرى بها والاقدر على معالجتها.