المتباكون على صدام.. صامتون!

TT

نثمن عالياً الحقائق الناصعة التي تظهر في كتابات ومساهمات بعض الكتاب العرب، وفي مقدمتهم أحمد الربعي وعبد الرحمن الراشد وصالح القلاب وصافي ناز كاظم وآخرون. وفي الوقت نفسه، نتوجه بالعتاب الشديد لبعض العرب من الجماعات السياسية التي عاشت في الفترة السابقة على أموال الشعب العراقي المنهوبة وكوبونات النفط التي أغدقها بائع العراق صدام، وممن كانوا يذرفون دموع التماسيح باسم القومية والإسلام، والمتاجرة بمأساة الشعب العراقي وأطفال العراق. ثم بعد سقوط الطاغية لم يعد يعني هؤلاء أمر الأطفال ولا الشعب المبتلى بديكتاتور ظالم، الأمر الذي يفضح العلاقة المصلحية والنفعية بين بائع العراق وهؤلاء. وانكشفت دواعي دفاعهم المستميت عنه، حيث اقاموا الدنيا بمظاهراتهم، والآن سكتت الأصوات وصامت عن الكلام بسبب توقف رشاوى صدام.

لقد بادرت مشكورة كل من السعودية وعمان وقطر والإمارات والبحرين والكويت والأردن، بإرسال المعونات الغذائية والدوائية للعراق تجسيداً لمشاعر الاخوة الإنسانية، إلا أن سيارة إسعاف واحدة أو قطرة ماء أو حبة اسبرين لم تصل إلى العراق من قبل الآخرين.

يتذكر العراقيون مناشداتهم المتعددة للاخوة العرب بضرورة التدخل لمنع صدام من الاستمرار بالقمع والدمار والقتل الجماعي والمقابر الجماعية وتسببه بموت مليون نفس بريئة.

وكانت الكثير من الدول العربية تستقبل بائع العراق وتصفق جماهيرها له، ويتغنى شعراؤها باسمه، وحتى الآن ما زالت بعض الفضائيات العربية تحرّض وتدعم أيتام صدام وشراذمه.