ومن التأييد والمديح ما قتل

TT

تحت عنوان «اخطر وظيفة في العالم» كتب عبد الرحمن الراشد افتتاحيته في جريدة «الشرق الأوسط» بعددها 9051 تاريخ 9/9/2003 وقال: من يرغب في ان يكون رئيس وزراء في رام الله؟، وأجاب هو على سؤاله بما يلي: «ان من سيقبل العمل هناك لا بد ان يكون سياسيا بلا عقل حتى يعرّض نفسه لكل هذه المواجهات الداخلية والاهانات الاسرائيلية والخذلان الاميركي المستمر».

رئيس الوزراء الفلسطيني المستقيل محمود عباس خدع نفسه بنفسه من جراء تلك المقابلات التي اجراها في ما بينه وبين بوش وشارون. ضحك الاثنان وضحك معهما، ومدحه بوش وكال له المديح والاطراء في البيت الابيض بواشنطن. وامتدحه شارون وهيأه لفشل ذريع من دون ان يفطن، وانشغل بسلطته كرئيس للوزراء وادخل الشقاق بين الرفاق من تعييناته فعيّن محمد دحلان.. مقابل جبريل الرجوب. ونصر يوسف مقابل هاني الحسن. ونبيل شعث مقابل فاروق قدومي، واخذ يخلق لنفسه مركزا سياسيا على حساب الآخرين ظنا منه ان الفرصة اصبحت مواتية بمؤازرة بوش وشارون له من دون الحصول على شيء منهما سوى الخداع والتضليل. وفي النهاية اعترف محمود عباس ان «اسرائيل تحاول ان تغتال الشيخ احمد ياسين (مؤسس حركة حماس) وفي نفس الوقت تمدحني هي واميركا، انا لا اريد هذا المدح فليسكتوا على الاقل فمدحهم هذا يصعد الشارع الفلسطيني ضدي» وقال «في كل مقابلة لي مع (رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون) يطالبني بأمور ولا يمنحني شيئا، مجرد وعود.