نصف قرن من «الأيام» السودانية

TT

احتفلت جريدة «الأيام» السودانية امس 3 اكتوبر (تشرين الاول) بمرور نصف قرن على صدورها لاول مرة عام 1953. من يستعرض تاريخ هذه الجريدة المستقلة ومنذ الايام الاولى لصدورها ابان حكم الانجليز للبلاد يجد انها كانت سجلا امينا ودقيقا لكل مواقف الاحزاب والهيئات السودانية التي نادت بالاستقلال التام عن التاج البريطاني وجلاء قوات الاحتلال وسودنة الوظائف، وهي المواضيع الصحافية التي حدت بالادارات الانجليزية الحاكمة الى مصادرة الاعداد التي تضمنت هذه الاراء وايضا الآراء الاخرى التي كانت تنشر مطالبة الانجليز برفع يدهم عن جنوب البلاد. ولما جاء الاستقلال راحت الجريدة تدعم مبدأ الديمقراطية وحكم القانون وعدم الانقلاب على الدستور وحكم البلاد بالشورى وهي المواضيع التي اثارت غضب الحكومات العسكرية التي حكمت البلاد طويلا، فناصبت الجريدة العداء بنفس القدر الذي كان موجودا في عهد الانجليز. فصادرت هذه الحكومات كثيرا من الاعداد التي تناولت.. سوء الاحكام الديكتاتورية والفساد المالي والاداري واستغلال السلطة وحروب الجنوب، وتم تقديم العديد من الانذارات بالفعل، وعانى كثير من الصحافيين من ويلات التشريد والاعتقالات. ولما استمرت الجريدة في خطها الذي التزمت به منذ الخمسينات بالوقوف مع قضايا الجماهير، لجأ الرئيس السابق نميري الى مصادرتها. ولما عادت للصدور بشكلها القديم بعد انتفاضة 1985 اخذت تساند مبدأ الحوار السياسي مع الفصائل الجنوبية ونبذ اسلوب استخدام السلاح في حل المنازعات وراحت الجريدة ايضا تنادي بتطبيق احترام مبادئ حقوق الانسان وصيانة كرامة المواطن.

ان اعداد الجريدة السابقة والحالية تعتبر بحق سجلا امينا لتاريخ السودان في نصف قرنه الحالي.