فرحة لم تكتمل

TT

رغم تصريحات ساسة الخرطوم بقرب السلام وحل 90 في المائة من مشاكله، كما صرح بذلك البشير في احدى خطبه الحماسية بالكلاكله، ورغم الشعور الفياض بالفرحة الذي غمر الشارع السوداني عند حضور الوفد الحكومي من نيروبي برئاسة علي عثمان محمد طه، الا انه يمكن القول ان الليل لم يزل طويلاً والوقت مبكراً للحكم على نيفاشا بالنجاح. إذ يجب علينا كسودانيين ان نترك لغة التفاؤل الشديد حتى لا نكرر تلك المشاهد السابقة التي صاحبت اتفاقية الخرطوم للسلام مع الفصائل الجنوبية المنخرطة مع جون قرنق. فالحكومة السودانية لا تمتلك قرارها بالاصل، سواء حاليا ام في السابق. فاتفاقية نيفاشا جهد دولي كامل ذو رؤى مستقبلية بعيدة المدى للسودان البكر في اراضيه وامكانياته.

حكومة الخرطوم معروفة لدى المجتمع الدولي كله بانها بعيدة كل البعد عن الالتزام بالعهود والمواثيق، وتسعى من وراء هذا الاتفاق لكسب الوقت والتخلص من الضغوط الدولية عليها، حتى لا تسقط من خلال حصار او تدخل اجنبي رغم موقف الكثير من الاحزاب من اتفاقية نيفاشا ما بين معارض وممتنع. خاصة ان الاطار العام لهذه الاتفاقية يسعى الى الشراكة ما بين الحركة والحكومة، وكلاهما لا شعبية او جماهيرية له في البلاد .لقد اصبح واضحاً ان البندقية لا تجلب السلام بل الدمار. والديكتاتورية لا تسكت الاصوات بل سيتواصل العمل من اجل عودة الديمقراطية التي يؤيدها الجميع.