إلى القلاب: الأميركيون قطعوا بضع نخلات.. أما صدام فأفنى 28 مليون نخلة

TT

أثار صالح القلاب شجوني بما كتبه في عموده في صحيفة «الشرق الأوسط» الموقرة بتاريخ 4/10/2003 العدد 9076، كما اثار حزني على نخيل بلادي حين اشار الى الجرائم الفظيعة التي ترتكبها القوات الاميركية بقطع بضع نخلات على طريق الضلوعية لاسباب امنية. وانا اتفق مع القلاب بان قطع نخلة واحدة لأي سبب هو جريمة لا تقل عن جريمة قتل انسان، حتى ان المشرع العظيم حامورابي شرع مادة في شريعته الشهيرة لمعاقبة من يجرؤ على قطع هذه الشجرة الكريمة التي وصفها شاعرنا الكبير الجواهري بسيد الشجر المجتنى.

واثمن في القلاب غيرته واهتمامه باشجار بلادي، وبما اننا بصدد الدفاع عن الاشجار هنا، فلن نشير الى الجرائم ضد الانسان ولا الى ضحايا المقابر الجماعية والغازات السامة، ولا الى الذين نفذت فيهم احكام الاعدام الظالمة بطريقة لم تخطر على بال ابليس، كالاعدام بواسطة المتفجرات، او بالتذويب باحواض حامض الكبريتيك او او... الخ.

ستقتصر على الاشجار فقط. لذا اود ان احيط القلاب علما بالجرائم الكبرى التي اقترفها صدام ونظامه بحق الاشجار. ومن هذه الجرائم قطع اكثر من 28 مليون نخلة في بساتين مدن البصرة، وابو الخصيب والعمارة والناصرية والسماوه والحلة والديوانية وكربلاء وغيرها، تدمير وحرق اكثر من 50 الف دونم من الكروم واشجار الرمان والتين في منطقة الدجيل، تجفيف الاهوار وقتل كافة اشجار النخيل في الجزر التي كانت موجودة في الاهوار، علاوة على قتل كل احراش القصب والبردي والنباتات الاخرى النادرة على مساحة تزيد عن 80 الف كيلو متر مربع. قطع كل الاشجار المثمرة مثل الجوز واللوز والفاكهة واشجار البلوط والتوت وغيرها في بساتين واحراش اكثر من اربعة آلاف قرية في شمال العراق.