الذين لم يعاصروا عبد الناصر يخطئون تقييم حقبته

TT

كثر الكلام عن الناصرية وكأن الزمن يلزمنا دائما ان ننظر خلفنا وبين اقدامنا والمهم ان النقد والتجريح جاء من اشخاص لم يعيشوها.

لن اتطرق لانجازات ذلك العصر، فكل شيء تم تشويهه ولكن لكل زمن ايجابياته وسلبياته وسأسرد هنا ايجابية واحدة: في تقرير الامم المتحدة عام 1968، عن الدول ذات معدلات النمو الاقتصادي العالية، ذكر عن الفترة من عام 1960 إلى عام 1965 ان كوريا احتلت ذلك الموقع من بين دول آسيا وفي افريقيا كانت مصر من اعلى معدلات النمو الاقتصادي الذي تعدى آنذاك %6 من الخطة الخمسية الاولى.. ويا ليت ذاك الزمن الجميل دام لكانت مصر اقوى دول العالم اقتصاديا، يا ليت الامم المتحدة لم تنشر ذلك التقرير فقد نبه الصهاينة الى خطورة تنامي قوة مصر والعرب.

وقد قالها خالد القشطيني بمداعبته على طريقة برنارد شو: لماذا لا نسلم امورنا لليهود لكي يديروها؟ لكن برنارد شو لم يكن يجرؤ كبريطاني ان يطلب من الاجنبي ان يأتي ليحكمه ويدير شؤونه ولو على طريقة شركة الهند الشرقية.

واما بخصوص فترة الناصرية وغيرها من الفترات فلا تلوموا الرجل، ولننظر بأفق اوسع من المستفيد والذي استفاد من تحطيمه. خطأه العظيم في نظري هو عدم تطبيقه للديمقراطية وارساء قواعدها بالطريقة الحقيقية ولو فعل ذلك لقومه الشعب خلال حكمه.

ان الازمنة تتغير، كما قال عبد الرحمن الراشد، ما احوجنا الآن لقادة عقلانيين لا يجرون بلادهم لمغامرات وبيننا الآن اسوة حسنة لا بد ان نعطيها حقها رجال قدموا الاستقرار والتقدم لبلادهم.