«سمك لبن تمر هندي» من سمير عطا الله

TT

أرجو ألا يدهش سمير عطا الله اذا قلت له أنني اكملت مقاله المنشور يوم الاربعاء 15 اكتوبر (تشرين الثاني) الحالي بصعوبة بالغة. وحين أقول المرة الأولى، فلأنني لا أعرف على وجه الدقة متى بدأت قراءة مقالات عطا الله، لكن المؤكد أنني بدأت منذ زمن طويل بما يكفي لأن تصبح قراءة عموده، وكل ما يكتبه، عادة فكرية أرتاح اليها وترتاح لي.

وليس لأنني سوداني الجنسية اقفز لأنتقد ما كتبه، فقد سبق ان كتب عن السودان بالجد وبالهزل وبالفانتازيا وبالسخرية، فهضمنا ما كتب، غير أن تعليقه عن اطلاق الترابي كان فوق ما يحتمل، وأكثر ما أسفت له أنني وجدت نفسي لأول مرة عاجزا عن فهم ما يريد عطا الله أن يقول، ووجدتني أقرأ في ما أصفه بـ«سمك لبن تمر هندي». في هذا المقال أفرغ سمير من كنانة السودان لديه كل المعلومات. ودلق بها على غير هدى. فجمع بين النقائض والأضداد والأزمان والزعماء والتواريخ ليقول: ما الذي يجري في السودان.

أشعر دوما أن العرب الذين يكتبون عن السودان، يقعون في خطأ واحد، وهو عدم الدراية بخصوصية السياسة السودانية. وفي الغالب الأعم، يحاولون اسقاط القوالب والمعايير المتعارف عليها على ما يجري في السودان، فيقع الخلط وتظهر مقالاتهم بكثير من السخرية وقليل من الموضوعية.

ليتصور مثلا، أن الحزب الشيوعي السوداني، هو الحزب الماركسي الوحيد في الدنيا، الذي يرفع اجتماعاته لأداء الصلاة. ألم أقل انها خصوصية لا يعرفها سوى أهلها وقليل من عباد الله.