عفوا عفوا.. عبد الناصر ليس صدام حسين..!

TT

بناء على سيل من المقالات «غير الواعية»، التي نشرتها جريدتكم لعدد من الكتاب، بخصوص ذكرى رحيل الزعيم الخالد جمال عبد الناصر، حيث تصادف هذه الايام الذكرى 32 لرحيله. فقد لفت انتباهي واثارني حديث عمار البغدادي وانس زاهد وصلاح الساير الذين ما انفكوا وهم يكيلون التهم والاباطيل جزافا لعبد الناصر وتجاربه، واتمنى ألا يكون بينهم وبين هذه المرحلة ثأر شخصي! ان التجربة او المرحلة الناصرية هي المرحلة الذهبية للامة العربية، حيث كانت مرحلة بداية البناء والتحرر والعدالة الاجتماعية التي برزت بوضوح في مصر، حيث كانت قبل عام 1952 «الاقطاعيون» يملكون اكثر من %99.5 من الثروات والاراضي بينما النصف بالمائة لا يملكون شيئا، ولم يرحل عام 1970 إلا وقد قلب المعادلة، فقد استفادت من قانون الاصلاح الزراعي الغالبية المطحونة من فقراء الشعب المصري بدلا من هؤلاء الاجانب مصاصي الدماء.

واود ان اوجه لهولاء الكتاب عدة اسئلة..

ـ ما رأيكم بالجلاء الذي تحقق بفضل ثورة 23 يوليو بعد عهود الاحتلال الانجليزي؟

ـ وكيف تعلقون على تقارير الامم المتحدة التي افادت بموضوعية عن التطور والبناء والتغلب على التضخم، وتدني مستوى البطالة؟

ـ واود ان اقول لن يهمنا جوقة الحاقدين وغير المنصفين. فتجربة كهذه كانت عظيمة وقيمة وبلا شك بها اخطاء ـ ولكن من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر.

واشيد بالدكتور نجم عبد الكريم على مواقفه الموضوعية النزيهة في هذه القضية، واتمنى من الساير وانس زاهد والبغدادي ان يميزوا بين امثال صدام الذي دمر بلاده وجعلها تعيش في القرون الوسطى واهلك حرثها ونسلها، وبين عبد الناصر الذي بنى وعمر بلاده واقام دولة حديثة تملك المصانع والسدود والانتاج الزراعي واهم من هذا بناء الانسان بالعلم.

واريد ان اذكر حادثة بسيطة..

يقول الدكتور اسماعيل سراج الدين ـ مدير مكتبة الاسكندرية حاليا:

«في 1967عام الهزيمة كنا ندرس في الخارج على نفقة الدولة، وحين علمنا بالكارثة قررنا العودة والانضمام لجيش البلاد الا ان الرئيس جمال رفض وطلب منا مواصلة التسلح بالعلم وفي ذلك كما يرى ـ رفعة مصر ـ ومكانتها في الخارج».

الشعب العربي لن يعير اهتماما الا بمن احبوه فبادلهم الحب «كجمال عبد الناصر» اما من اراد الهرولة وراء مصالحة وارضاء الغرب فلن يكتب له سوى السقوط والذلة.