تساءلت مليا عن سر شراسة هذه الحملة المحمومة التي تستهدف التشهير بالدين الاسلامي ومدى مسؤولية الاطراف المعنية عن هذا التشويه المتعمد فوجدتني احمل الطرفين الغرب والمسلمين تلك المسؤولية، فبالنسبة للطرف الاول اي الدول الغربية فهي تتحمل المسؤولية للاسباب التالية:
ـ طبيعة الغرب الاستعمارية ونظرتهم المتدنية لكل ما لا يدور في فلكهم على انه حشرة ضارة يجب اجتثاثها قبل ان تفسد الزرع فبعد ان اجتثوا الشيوعية اصبح هدفهم التالي هو الاسلام.
ـ تصوير اليهود لأنفسهم على انهم حماة الغرب من المسلمين مما غذى لديهم الشعور بمدى خطورة الاسلام الذي لم تفتأ الحركة الصهيونية عن وصفه بالتطرف والعنف.
ـ تصوير بعض المستشرقين المغرضين للشعوب المسلمة على انها شعوب متخلفة.
ـ قناعة الغربيين الذين يعلمون بقوة الاسلام ومدى تأثيره في نفوس المسلمين بأنه اذا التزم المسلمون بتعاليمه كاملة فإنه سيطغى على كل الحضارات الغربية بعدما لمسوا هذه القوة في الحضارات الاسلامية الاولى عندما كان الغرب لا يزال يغوص في ظلمات الجهل.
وبالنسبة للطرف الثاني فهو يتمثل في الدول الاسلامية نفسها التي اعطت الذريعة للغرب كي يحارب الاسلام وذلك للأسباب التالية:
ـ عدم الاهتمام بالمنهج الاسلامي في مراحل التعليم المختلفة مما اضطر الشباب الى اللجوء لجماعات تفتقر للدراسة السليمة والكاملة لهذا الدين الحنيف.
ـ رفض الحكومات لأي حركات اصلاحية تأخذ صبغة اسلامية بحجة وصف الغرب لنا بالارهاب.
ـ استخدام بعض الجماعات المتطرفة للدين الاسلامي كواجهة لها للوصول لاغراضها السياسية وذلك استغلالا لتعطش الشعوب الاسلامية لحركات تنير لها طريقها بسبب سياسات حكوماتها الخاطئة سواء تجاه الدين او قضايا الفساد، مما حدا بالشعوب لمناصرة هذه الجماعات ظنا منها انها طريقها الوحيد للخلاص من فساد وظلم بعض الحكومات.