اليهود أيضا استخدموا سنتنا القمرية وصاموا..!

TT

اشارة الى الجدل الذي حملته صحيفتكم عن الشهور القمرية ورؤية هلال رمضان، اسمحوا لي بهذه المداخلة:

يتضمن الكتاب المقدس للكنيسة المحتجة الأميركية، الى جانب «العهد الجديد»، «العهد القديم»، الذي يحتوي جزء منه على ما تبقى من التوراة والزبور. ومن المعروف ان السنة القمرية، المستخدمة في العالم الاسلامي اليوم، كانت مستخدمة ايضا من قبل اليهود في العهود القديمة. اي بمعنى آخر جميع التواريخ الواردة في اسفار العهدين القديم والجديد قمرية الاصل.. مثلا عندما يتحدث القرآن الكريم عن تيه بني اسرائيل في الصحاري لمدة 40 سنة فهذه اربعون عاما قمرية وتعادل حوالي 38 سنة و 10 أشهر شمسية (ناتج قسمة 40 على 1.03). والجدير بالذكر ان الآية 25 من سورة «الكهف»، «ولبثوا في كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا»، تُلوّحُ بمعامل التحويل من السنة الميلادية الى السنة القمرية، 1.03 (ناتج قسمة 309 هجرية على 300 سنة ميلادية = 1.03).

الآية 183 من سورة «البقرة» تُخطرنا بأن الصيام كتب على المسلمين كما كتب على الذين من قبلهم. فتعالوا معي لنتعرف على ما ورد في بعض اسفار «العهد القديم» عن صيام اليهود للشهر التاسع من السنة القمرية (المتعارف عليه عند العرب بشهر رمضان). الفقرة 9 من الاصحاح 36 من سفر إرميا تقول «وفي الشهر التاسع من السنة الخامسة لحكم يهوياقيم بن يوشيا ملك يهودا، تنادى كل اهل اورشليم وكل الشعب القادم من مدن يهودا الى اورشليم للصوم أمام الرب». ايضا نجد ان الاصحاح 58 من سفر اشعياء الذي اعتقد انه النبي المذكور في القرآن الكريم باسم اليسع، ولكم اكون شاكرا لو اكد احد العارفين بالتوراة صحة اعتقادي من عدمه، يحدد لنا آداب الصوم الحقيقي، فالفقرات 3 إلى 7 من هذا السفر تقول «ويسألون: ما بالنا صمنا وانت لم تلاحظ وتدللنا ولم تحفل بذلك؟ انكم في يوم صومكم تلتمسون مسرة انفسكم وتسخرون جميع عمالكم. وها انتم تصومون لكي تتخاصموا وتتشاجروا فقط، وتتضاربوا بكلمات اثيمة. ان مثل صومكم اليوم لا يجعل اصواتكم مسموعة في العلاء. ايكون الصوم الذي أختاره في اذلال المرء نفسه يوما، أو في احناء رأسه كالقصبة، أو افتراش المسح والرماد؟ أتدعو هذا صوما مقبولا لدى الرب؟ اليس الصوم الذي أختاره يكون في فك قيود الشر، وحل عقد النير، واطلاق سراح المتضايقين، وتحطيم كل نير؟ ألا يكون في مشاطرة خبزك مع الجائع، وايواء الفقير المتشرد في بيتك، وكسوة العريان الذي تلتقيه، وعدم التغاضي عن قريبك البائس؟».

ويتضح من السياق أن آداب هذا الصيام عند اليهود تشابه آداب صيام شهر رمضان عند المسلمين.