ثورة لينين وثورة أتاتورك.. الفرق بينهما

TT

قامت ثورة اكتوبر في زمن متقارب مع تحركات كمال اتاتورك وتنصيبه رئيسا لجمهورية تركيا الحديثة على انقاض تركة الرجل المريض، ففي حينه شكل لينين برئاسته لجنة لترجمة جميع الكتب والبحوث والمجلات العلمية الصادرة في الغرب، وفي الوقت نفسه كان اتاتورك منهمكا بفرض الطاقية الغربية على ابناء بلده، فأصبح الاتحاد السوفياتي اول دولة تطلق القمر الصناعي الى الفضاء وتركيا الحديثة تودع الآلاف في السجون والمعتقلات بسبب امتناعهم عن ارتداء الطاقية الفرنجية، فكان الفرق واضحا حيث اتجهت الاولى نحو الفضاء الواسع والثانية نحو فضاء السجون وغياهب الزنزانات. وها هي تركيا حيث هي تبرح مكانها وتصبح مخزنا ضخما للمواد الغربية ونهضت المانيا واليابان بعدما لحق بهما خراب ودمار لم يسبق له مثيل، ولكنهما نهضتا من جديد، ورسخت تركيا عبادة الرجل الصنم الذي رباهم على تقديس قبره وصورته، وما يحدث اليوم في تركيا من قتل وارهاب لابناء الشعبين التركي والكردي داخل السجون وخارجها هو حصيلة طبيعية لما زرعه اتاتورك حيث انعكست مقولته من «انا سعيد وأنا تركي» الى «انا تعيس وانا لا شيء». وما اكبر الفرق بين ثورة وثورة ان كانت هناك ثورة كما ادعوا وما اكبر الفرق ايضا بين دول لها تاريخ وحضارة ودولة قامت على انقاض اراض وممتلكات شعوب اخرى، والعالم يتفرج بدم بارد على «العمليات الناجحة» لجيش مدجج بالسلاح ضد عشرات الالوف من الجوعى. وبهذه العقلية يسعون الى الانضمام الى الغرب ليس لأنهم يريدون التقدم الحاصل في الغرب بل تكملة لفرض الطاقية وهم يخافون من شبح الديمقراطية.