السودان إلى أين.. سؤال من يجيب عنه؟

TT

هذه الرسالة تعقيبا واستحسانا لما جاء بمقال حسن ساتي في العدد 8069 بتاريخ 31 / 12 / 2000 تحت عنوان «السودان.. فقر السياسات.. وسياسة الفقر» ومما لا شك فيه ان هذا المقال اصاب صميم الازمة السودانية وما من احد يستطيع الاجابة عن سؤال.. السودان الى أين؟ وها هي مشكلة الجنوب السوداني تعاقبت عليها الحكومات منذ الاستقلال بمختلف ألوانها السياسية دون ان تجد لها حلا.. وقد اصبحت هذه المشكلة مقبرة للشباب السوداني كما صارت عقدة للقوات المسلحة السودانية لم تستطع حسمها فكانت الاستعانة بالدفاع الشعبي وتجنيد الطلبة، لكن بقي الواقع جاثما امام الاعين ان لم يزدد الحال سوءا بأن اتسعت دائرة المعارك لتشمل مناطق شرق السودان واواسطه مما استنزف موارد البلاد وافنى الشباب والثروات الحيوانية والزراعية وحتى الحياة الفطرية قد هجرت السودان الى دول الجوار مستجيرة من هذه المعارك طلبا للأمن والاطمئنان.

واتفق مع الكاتب حول خصائص عقليتنا السودانية التي تهون وتتكئ على معطيات تحسبها ثابتة، لكنها في الاصل متحركة ودائبة الحركة لذلك لم تحسن التعامل مع الواقع مما فرض على مشكلة السودان واقعا جديدا يهدد بتدويلها، بل وبالفعل واتاحت لاقليات أخرى باستنساخ مشكلة الجنوب السوداني وفرضها واقعا تسعى لتثبيته امرا واقعا.

علينا ان ندرك نحن السودانيين ان السودان قطر مترامي الاطراف، متعدد الديانات واللغات والاعراق وهذا يستوجب التعامل مع الكل حسب انتماءاته.. نعم نحن المسلمين بالسودان نقدر وندرك تماما ان حكومة الانقاذ الحالية في مآزق حقيقية ورثتها عن الحكومات التي سبقتها واهمها قضية الهوية السودانية، ولكن رغما عن التوصل للحقيقة لفظا إلا انه قد صعب التعامل معها فعلا.. السودان بلد متعدد الديانات والاعراق.. كما جاء بالدستور.. ولكن بعد الاقرار بذلك رفضت بعض الاقليات الموجودة في السودان ان تكون الشريعة الاسلامية هي القانون السائد بالبلاد ولم تعترف بالدستور وهذا لب الخلاف ولا اعني بالطبع الغاء احكام الشريعة الاسلامية، ولكني اعني ايجاد صيغة وسط حقنا لدماء السودانيين المسلمين وغير المسلمين.

لا اخفي سرا ولا اذيع امرا اذا قلت ان حرب الجنوب وانعدام السياسات وعدم مواكبة العصر قد انعكست سلبا على السودان والسودانيين لذلك اناشد القائمين على الامر بالسودان ان ينظروا حولهم فإن العالم يتطور والزمن لا يتوقف حتى يفيق السودانيون من غفوتهم التي طالت منذ استقلال السودان ودعونا نتفاءل خيرا بفوز الرئيس البشير والمعطيات الجديدة التي ارجو ان تكون صباحا جديدا على السودان.