لسعد: الكويتيون سيتجاوزون فقاعة الشريط

TT

لقد وضع سعد بن طفلة العجمي اصبعه على الجرح في مقالة بتاريخ 18/2/2003 وتحت عنوان شرط الفتنة شريط عندما حذر من تفاقم الفتنة في الكويت بسبب شريط كاسيت تطاول فيه مواطن على الشيخين رضي الله عنهما. ومما لا شك فيه ان التعرض للصحابة من المهاجرين والانصار بسوء خطأ كبير وينم عن جهل وتعصب ممقوت، الا ان جيوب التطرف قائمة في كل الاطياف الفكرية والمذهبية منذ الأزل فالاضداد لا تلتقي الا تحت راية التحريض الطائفي ديدنها استثارة العامة والغوغاء وتأجيج المشاعر.

والحكيم من اعتبر بغيره لا بنفسه فكم من مجتمع مسلم عربي سعيد عاش في سلم وأمن اجتماعي وانسجام وتوافق روحي بين مواطنيه عبر التاريخ وكان التسامح والمحبة بين طوائفه هو السمة البارزة حتى ورد اليهم الفكر المتطرف ودهاقنته الذين بثوا سمومهم الطائفية وقيم الكراهية وجرحوا عقائد المخالفين وحولوا المساجد الى منظمات حزبية تكفيرية واستهانوا بالحرمات الى درجة رمي القنابل على المصلين في المساجد، مما تسبب في انقسام المجتمع الى بؤر تتربص ببعضها البعض.

لذا وجب قطع الطريق على مثل هؤلاء حتى لا يستغلوا قضية شريط الكاسيت لتنفيذ اجندتهم الخاصة، فهم يشعرون بأن سقوطهم بات وشيكا مع انتشار الوعي وتعدد مصادر التلقي في زمن ثورة الاتصالات مما تسبب في تهميشهم وحشرهم في زاوية ضيقة بعد ان كانت لهم اليد العليا. والحل عندهم يكمن في ترقب الثغرات وتصيد الاخطاء، ومن ثم الابتزاز والصيد في الماء العكر للاضطلاع بدور محوري في تأجيج المشاعر الطائفية ونقض عرى التعايش عسى أن تعيد لهم الفتنة شيئا من الصدارة.

وعموماً اعتقد ان الكويتيين لن يعدموا الوسيلة لنزع فتيل الاشتعال وتنفيس هذه الفقاعة العابرة فتاريخهم يشهد بالحكمة في التعامل مع مثل هذه القضايا ويكفيهم فخرا بأنهم قد تجاوزوا مرحلة العزف على المشاعر الطائفية ودخلوا عالم الحداثة من أوسع أبوابه.