لهويدى: نعم إنها ضربت عمق المجتمع الإسرائيلي.... ولكن ماذا عن الشعب الفلسطينى؟

TT

تعقيباً على مقال هويدى في «الشرق الأوسط» بتاريخ 19 نوفمبر (تشرين الثاني)، والذي أشاد فيها بعسكرة الانتفاضة ومهاجما أبناء جلدتنا كما اشار الذين يؤمنون بفشل الفكر الانتحاري كمسلك وحيد للوصول الى السلام ومشكك في نواياهم ومتهمهم بقصر النظر؟

نجد ان الكاتب نظر الى االموضوع بنظرة أحادية حيث ركز على الجانب الاسرائيلي متجاهلاً الأثر السلبي على المجتمع الفلسطيني حيث لحقت اضرار بالمصالح العليا للشعب الفلسطيني ومن ضمنها مصادرة الأراضي والقتل اليومي لأبناء الشعب وبناء الجدار الفاصل الذي سوف يزيد من تدهور الاقتصاد الفلسطيني المنهار أصلاً ويحول الضفة الغربية الى سجن كبير..

وفي الميدان السياسي حدثت تحولات في الموقف الدولي حيث تغيرت الرؤية للمقاومة الفلسطينية المشروعة واصبحت في نظر البعض ارهابا وعنفاً وظهر الاسرائيليون كأنهم الضحية الذين يدافعون عن النفس وأدت كل عملية انتحارية مبرراً او غطاء لما يقوم به شارون من قتل وهدم للمنازل، بل نذهب أبعد من ذلك فنجد في تقرير الأمين العام للأمم المتحدة الذي طلبت منه الجمعية العامة اعداده بشأن مدى التزام اسرائيل بقرار الجمعية العامة بالتوقف عن بناء الجدار في المناطق الفلسطينية المحتلة انه يسلم بحق اسرائيل وواجبها الدفاع عن شعبها ضد الهجمات الارهابية وحقها المشروع في العيش في سلام؟

نتيجة الازمة الاقتصادية والسياسية التي يعيش فيها طرفا الصراع لا يوجد نصر خالص لأي من الطرفيين حيث فشلت عسكرة الانتفاضة وسياسة القبضة الحديدية التى اتبعها شارون. ويؤكد تاريخ الصراع عبر ما يزيد عن خمسين عاما فشل الحل العسكري لحسم الصراع.

لذلك يجب تكريس الوحدة الوطنية والعودة الى ميدان العمل السياسي الذي يتطلع اليه معظم الشعب الفلسطيني والإسرائيلي والذي بدأ يتنامى يوم يعد يوم فلن يكون طريق الموت هو غايته الحياة.

ويجب على الفصائل الفلسطينية ان تتحد تحت مظلة المصلحة العليا للشعب الفلسطيني الذي يعيش حياة مأسوية وتكون هي القاسم المشترك الذي يحدد استراتجية العمل السياسي للجميع آخذة في الاعتبار الوضع الديمغرافي في مصلحة الفلسطينيين بعيدا عن الاصوات التي تعودت على الصراخ وشعارات الناصرية الجوفاء التي لم تجلب لنا الا الهزائم المتتالية عبر ثلاث حروب ونأخذ التجربة المصرية في عهد الرئيس السادات كمثال وعبرة والتي نجحت في اعادة الأرض المحتلة لمصر في حين رفض الفلسطينيون المشارورات مع العدو الاسرائيلي وأخذ الجميع يصرخون ويتهمون السادات بالعمالة والخيانة وبيع القضية الفلسطينية بأكملها ثم بعد ذلك يتبعون نفس خطى السادات في الاجتماع مع الاسرائيليين في أوسلو بعد حوالي 19 عاما بعد تغير الواقع الديمغرافي والسياسي وضياع الفرص. رحم الله السادات بطل الحرب والسلام عن حق.