لقد نشرت في جريدتكم الغراء «الشرق الأوسط» في الشهر الماضي عدة مرات مقالات لبعض الاخوة التركمان يزعمون فيها ان كركوك غير كردية، حسب الوثائق التاريخية، خصوصاً العثمانية: لواء كركوك كردي.. المؤرخ والرحالة العثماني التركي يقول: لواء كركوك يقع في كردستان ضمن ولاية الموصل، اكثر من ثلاثة أرباع السكان هم من الأكراد والباقي نسبته الأقل من الربع الآخر من العرب والتركمان والمسيحيين واليهود من سكان المدينة (قاموس الإعلام). يبدو واضحاً من المصادر التاريخية التي أشارت إلى كركوك بأن الأكراد هم سكانها الأصليون والأساسيون إلى جانب مجموعة صغيرة من الاسر المسيحية. فقد قدر المهندس الروسي يوسف جيرنيك ـ الذي زار كركوك ضمن جولته في كردستان خلال 1872 ـ 1873، ونشر في ما بعد عام 1879 نتائج رحلته ودراساته في المجلد الرابع في نشرة قسم القفقاس للجمعية الجغرافية الروسية الملكية.. قدر سكان كركوك بـ12 ـ 15 ألف نسمة، وأكد أنه وباستثناء 40 عائلة ارمنية فإن باقي السكان هم من الأكراد. اما التركمان، فما كانوا موجودين أصلا في ذلك الوقت.
أمير طاهري ذكر في مقاله (تركيا وإيران)، الذي نشر في جريدة «الشرق الأوسط» العدد 8907 الصفحة 24، ان «المعلوم ان التركمان لا يمثلون إلا نسبة واحد في المائة فقط في العراق».
وحسب الاحصائيات، يمثل الأكراد حوالي %53 من سكان لواء كركوك، و%91 من لواء اربيل و%100 من سكان لواء السليمانية، و%35 من سكان لواء الموصل (جغرافية العالم الإسلامي.. مشكلة الأكراد من صفحة 419 الى 431. دكتور صلاح الدين علي الشامي/ الرياض، ودكتور زين الدين عبد المقصود/ الكويت، كذلك العالم العراقي العربي الدكتور شاكر خصياك.. الكرد والمسألة الكردية صفحة 51، الطبعة الثانية، بيروت 1989، والطبعة الأولى 1959).
هؤلاء الذين يدعون ان لواء كركوك غير كردي، هل عندهم دليل، إن كانوا صادقين.. هؤلاء يريدون تضليل الرأي العالمي.. فسيعلمون أيّ منقلب ينقلبون.
وأخيرا فوالي العراق مدحت باشا، كردي الأصل، وكذلك والي الموصل وبغداد والبصرة «أعلام الكرد» مير بصري. ووالي مصر مؤسس مصر الحديثة محمد علي باشا الكبير، كردي الأصل. اسألوا الكاتبة دريتر عوني فوالدها كان مترجماً في الديوان الملكي ـ مصر، اسألوا كاتب ومترجم جلال شوقي (المصري).