فهم عقلاني للعلاقة مع الآخر

TT

أحمد لفواز أحمد طوقان تطرقه لأحد المواضيع التي نحن في امس الحاجة الى التطرق اليها. وليت مقاله «بهذه الأدلة التاريخية الحضارة المسيحية ـ اليهودية مسؤولة جنائيا عما يحدث في العالم..!»، كان بصيغة دعوة الى الحوار من رجل يبدو انه علي معرفة بما يدور في منتديات الغرب الفكرية وما يجري داخل اروقة الحركات الدينية بالولايات المتحدة. واود القول ان بعض الافكار التي وردت في المقال عن معتقدات مسيحيي (حزام الانجيل The Bible Belt) ما هي الا نسخ مشوهة من معتقدات المسلمين، لكن عيبنا اننا لا نحاور ونتمسك بمفاهيم مغلوطة، و قليل منا من يدعو لمراجعة الافكار الخاطئة السائدة عن موقف الاسلام من اهل الكتاب. اذ ان القرآن الكريم، لم ينزل ليلغي المسيحية واليهودية، وانما لتصحيحهما. وينبغي على العقلاء من مفكري المسلمين معرفة ان المسيحية تخوض حربا شرسة بالغرب اليوم ضد القوى اللادينية (التي تتستر تحت رداء ما يسمى خطأ بالعلمانية)، والتي تعمل جاهدة علي تهميشها. وان الاسلام هو الدين الوحيد الذي يستطيع ان يشد من ازرها ويقوي عودها. واود ان اذكر بأن الكثير منا يخطئ عندما يقرأ الآية 82 من سورة المائدة ناقصة، عندما نتحدث عن ان اقرب الناس مودة للمسلمين هم النصارى ونتجاهل التذكير الرباني بأن لذلك سببا هو ان «مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ»; اذ ان في هذا تحفيز ضمني لكي نمد يد العون ونجادل بالحسنى المخلصين من رجال الدين المسيحي. ومن الجميل ان البعض من المسيحيين بالغرب يقومون بعملية مراجعة عميقة للمفاهيم التي قامت عليها ديانتهم، وبدأوا في التعرف على ان الكثير من المفاهيم التي اعتبروها راسخة ما هي الا وجهة نظر لمجموعة تغلبت على مجموعات اخرى مخالفة لها في الرأي، بمعني آخر... المسيحية اليوم اكثر تقبلا لمفاهيم المسلمين عن التوحيد و الطبيعة البشرية للمسيح «عليه السلام». [email protected]