أهدي مقال الكاتبة الاميركية مورين داود المعنونة «هل وقع بوش اتفاقا مع فاوست؟»، إلى سياسيينا ومفكرينا وكتابنا ممن يهللون للسياسة الأميركية في منطقتنا. والذين يتغنون بالأهداف الأميركية المعلنة التي لم يتحقق منها شيء. والذين يتجاهلون الاهداف الأميركية غير المعلنة التي تتحقق تدريجيا على الارض. والذين لا يرون من الخير إلا المقبل من أميركا. والذين يتجاهلون الوقائع على الارض التي تسير باتجاه نشر الفوضى والإرهاب في كل أرض عربية وإسلامية. والتي تشير الى محاولات «إلغاء» التاريخ والجغرافيا والثقافة والأعراف، وتعريتنا بالكامل قبل إلباسنا الثوب الصهيوني بالقوة بعد ضمان استسلامنا. ليس صدفة أن يتضمن مفهوم شرق أوسط كبير فقط الدول العربية والإسلامية، وليس صدفة أن تستثنى اسرائيل فقط من كل أمر، وتعلو فوق كل نقد وشرط جزائي وقانوني. إذا كان الغرب ينظر الينا كأمة واحدة عربيا وإسلاميا يجب التهامنا وتسخيرنا لأهدافه الطامعة، فلماذا نصر نحن على أننا أمم وثقافات ومصالح متفرقة؟ لو بقينا ندور خبط عشواء في فلك النزعات الأميركية وبلا فعل منا، فسوف تتبلور نواة حركة مقاومة عربية وإسلامية يكون عندها الحديث عن الارهاب مما يصعب تقبله. لقد اوردت مورين داود في مقالها الكثير من التصريحات الأميركية المنمقة والخادعة. وبينت السلوك الأميركي المضاد لهذه التصريحات. فأوضحت لنا بما لا يدع مجالا للشك، أن الرئيس بوش وإدارته الفاعلة يقولان غير ما يفعلان... فإلى متى يستمر تجاهل سياسيينا ومفكرينا وكتابنا لهذه الأمور وما يترجم منها على ارض الواقع؟