حقا.. أي جهاد هذا في إسبانيا؟

TT

أهنئ علي ابراهيم على مقاله «الجهاد في اسبانيا»، المنشور بتاريخ 6 ابريل (نيسان) الحالي، وما تضمنه من طرح جريء في مواجهة هذه الظاهرة اللامعقولة المنطلقة من العالم العربي. كمواطن عربي يقيم في أوروبا، أستطيع أن أرى تماما، الأضرار التي تحيق بالعرب والمسلمين هنا جراء مثل هذه العمليات، ولا أفهم نهائيا ما هي أهداف هؤلاء الشباب. ففي اسبانيا مثلا، حققت الضربة الأولى (والتي ندينها تماما كمثيلاتها وسابقاتها ولاحقاتها)، أهدافا لم يكونوا يحلمون بها، مثل تغيير الحكومة، وإعلانها سحب قواتها من العراق قريبا، وعودتها إلى الحضن الأوروبي. وبعد هذا كله نرى هؤلاء يقومون بزرع قنبلة أخرى على إحدى السكك الحديدية، ثم ينشرون بلاغا يهددون فيه الحكومة الإسبانية بالمزيد من الضربات ويعلنون إلغاء الهدنة معها. ماذا يريد هؤلاء بالضبط؟ ومن يقف وراءهم؟ وأين الجهة السياسية التي ستستفيد من عملياتهم؟ أم أنهم يتركون توظيف نتائج هذه العمليات للأعداء ليستفيدوا منها؟ هل أصبح الهدف هو القتل لمجرد القتل؟ لقد صدمت البارحة عندما قرأت أن أحدهم حاصل على دكتوراه بدرجة امتياز من جامعات اسبانيا، هل هذه هي نهاية شبابنا المثقف؟ الهذا درس هذا الشاب وأفنى عمره وعقله ووقته؟ من المسؤول عن هذا التخبط الذي يعيشه هؤلاء، وعن هذا الإحباط وعن هذا اليأس من المستقبل؟ لو لم يخرج هذا الشاب معبأً بالحقد والكره أكان باستطاعته أن يقوم بمثل هذا العمل؟