طريق آخر إلى الوحدة العربية

TT

في مقالة أحمد الربعي بتاريخ 3 مايو (آيار) الحالي عن «الوحدة الاوروبية.. درس كبير»، دعوة الى الوحدة العربية على قاعدة الاقتصاد وتشابك المصالح وليس على الشعارات الفارغة والاغاني الحماسية. هذا صحيح وليت العرب يدركون ان العالم يتجه الى التكتلات الاقتصادية والسياسية الكبيرة ولم تعد السيادة الوطنية ذات معنى ناجز بالمعنى الحقيقي. اوروبا تخطت مفهوم الدولة ـ الامة التي عرفت في القرن التاسع عشر الى منتصف القرن العشرين، ولم تعد السيادة الوطنية ذات مغزى في ظل العولمة الاقتصادية والاختراقات السياسية والامنية والاجتماعية والمعلوماتية. ان ما يقف عائقا امام الوحدة العربية ليس اللغة او المصالح المشتركة او الحضارة او الدين او التاريخ، انما يمكن تلخيص ذلك في عدة اهمها:

اولا، الارادة السياسية في الاحتفاظ بالمكاسب والامتيازات للطبقة الحاكمة في معظم الدول العربية.

ثانيا، نقص الديمقراطية والمشاركة الشعبية في التنمية وصناعة القرار. والسبب الثالث نتيجه السببين الآنفين، وهو التدخل الاجنبي السافر في الشؤون الداخلية لهذه الدول، وفيما بينها، بترسيخ التفرقة والانقسامات واثارة الفتن الداخلية، والخلافات على الحدود، وابقاء الوضع على ما هو بمزيد من الضعف والتشتت، والالتجاء اليه لطلب الحماية كمن يستجير من الرمضاء بالنار.. فهل يعي العرب هذه الاسباب فيعملوا على ازالتها سعيا نحو وحدة عملية لا لفظية، ونحو تنمية بشرية لا استهلاكية، ونحو اكتفاء ذاتي يستغني عن الاعتماد على الاجنبي في توظيف الادمغة وصناعة القوة بمختلف اتجاهاتها، وحتى يكون لنا شأن ظاهر بين الامم المعاصرة والقادمة؟!.