إذا لم تكن تصفيات جسدية في دارفور .. فماذا نسميها إذن؟

TT

بما ان المقالة التي كتبها محمد الحسن أحمد، بتاريخ 29 أبريل (نيسان) الماضي تحت عنوان «السودان في نفق الهوية وطمسها» يرد فيها على مقالة سابقة كتبها حسام بهجت مدير «المبادرة المصرية للحقوق الشخصية»، حيث استهجن أحمد استخدام بهجت مصطلح «تطهير عرقي»، يعني أن العرق العربي يرفض الافريقي حتى ولو كان على ملته ويسعى لابادته واستئصاله. وتلك فرية تنطوي على خطر كبير، وإنني اسأل الكاتب، ما هو اذن التعريف العلمي أو القانوني الذي يمكن ان نطلقه على جرائم ميليشيات الحكومة من اغتيالات بالجملة (وهي الميليشيات التي راحت الحكومة تتبرأ منها أخيرا وتعتبرها جماعات خارجة عن القانون)؟ ومن حرق مئات القرى التي كانت آهلة بالسكان المسالمين، وشرد أهلها قسراً؟

وهنا أذكر ان النظام الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية، والموقع بروما عام 1998، قد عرف صراحة مفهوم الجرائم الدولية على النحو التالي، أولا: جريمة إبادة الجنس Genocide، ثانيا: الجرائم ضد الانسانية، وتتضمن القتل والاعدام الجماعي وفرض العبودية، ونقل السكان قهرا، وحبس الافراد ظلما، أو التقييد الشديد في حريتهم، والتعذيب، والحرق، والعبودية، والاغتصاب. ثالثا: جرائم الحرب وجرائم العدوان.