ثمة من يحترم القضاء ولا يسيسه أبدا

TT

ما طرحه عبد الرحمن الراشد في مقاله المعنون «عندما يصبح الاعدام حكما هينا» ونشر يوم الاثنين 10 مايو (ايار) الحالي عن تسييس العمل القضائي واحكامه، وما طرحه من امثلة جزء من كم كبير يدين كثيرا من الدول التي حولت المحاكم الى حلبة صريحة للنزاعات السياسية. الا ان ما تطرق له الكاتب من جوانب حالكة السوء، لا ينفي ان هناك جوانب مشرقة ومشرفة من احترام القضاء وتعزيز سلطاته.

واذا كان عرض شواهد من التاريخ غير مناسب في هذا المقام، لأن الكاتب يتناول حالات مشاهدة، الا ان استرجاع حادثة لم يمض عليها سوى ايام قليلة، كفيل بالإشارة الى ان هناك جوانب مشرقة من احترام القضاء واحكامه.

ففي مدينة الرياض شهد الجميع حدثا يؤكد اهمية القضاء وانفاذ احكامه بالعدل، ليكون الفيصل بين الناس، وذلك حينما صدر حكم القضاء في تنفيذ القصاص بالأمير فهد بن نايف بن سعود بن عبد العزيز حفيد الملك عبد العزيز رحمه الله، ولم يوقف تنفيذ هذا الحكم الشرعي، الذي صدر من المحكمة، الا بعد عفو والد القتيل عن قاتل ابنه قبل دقائق من تنفيذ الحكم في ساحة العدل بالرياض، بعد ان ادى صلاة الاستخارة، فقرر التنازل عن حقه في القصاص.

هذا الحدث مثال على احترام القضاء والبعد به عن القضايا الشخصية، وكان بودي ان يكون ضمن مقال عبد الرحمن الراشد كشاهد حي على احترام القضاء.

ورغم شيوع ما ذكره الراشد، الا اننا ما زلنا ننعم بدول في منطقتنا العربية تحترم احكام القضاء ولا تسيسها وتعمل على تنفيذ هذه الاحكام.