إلى توني بلير: كن حكيما .. وعامل العراقيين كما تعامل مواطنيك ..!

TT

بالاشارة الى تغطيتكم، مع أكبر الصحف العالمية، بالصور والتعليقات لتعذيب المعتقلين العراقيين في سجن ابي غريب من قبل الجنود الأميركيين والبريطانيين، أرجو السماح بنشر التعليق الآتي:

منذ أمد بعيد تتعالى أصوات كثيرة في الشارع البريطاني وفي مجلس العموم منادية توني بلير بتغيير سياسته الخاصة تجاه منطقة الشرق الأوسط وباتباع سياسة حكيمة ومنصفة وبخاصة تجاه القضيتين العراقية والفلسطينية والابتعاد عن اتباع سياسة جورج بوش والسير وراءه والاقتداء به، وبالرغم من دفاع توني بلير عن جنوده وإصراره على أن جنوده لم يرتكبوا جرائم لاأخلاقية بهذا المستوى الاّ انه مهما بالغ في الإصرار والمراوغة وفي الإنكار فانه لن يتمكن من إنكار حقيقة هذه الصور، وبخاصة أن جنوداً أميركيين وبريطانيين بدأوا يدلون باعترافاتهم إزاء هذه القضية المرعبة التي هزت الشارعين الأميركي والبريطاني بالإضافة إلى الضمير العالمي.

وفي الأيام القليلة الماضية لاحظ المراقبون السياسيون كيف أن عدداً كبيراً من أعضاء مجلس العموم البريطاني سعوا جاهدين إلى فضح سياسة توني بلير التي أضرت كثيراً بالمصالح البريطانية العليا في المنطقة، وكيف أضرت سياسته كذلك بسمعة الحكومة البريطانية نفسها جراء انجرافه الاعمى وراء السياسة الأميركية، ولاحظ المراقبون السياسيون كذلك كيف أن شعبية توني بلير أخذت تتدنى إلى اقل مستوى لها منذ توليه زمام الحكم ، بحيث أن هذا التدني في شعبيته اخذ يهدد حزب العمال كما ويهدد بفقده ستين مقعداً في مجلس العموم البريطاني، ولهذا اخذ اعضاء بارزون، وبخاصة الجناح اليساري يضغطون كثيراً عليه من اجل اتباع سياسة التروي وبعدم الانجراف وراء السياسة الأميركية. لذا فحريّ بتوني بلير أن يتبع سياسة منصفة في الشرق الأوسط وان يحسن صورة حكومته التي تشوهت كثيراً، وان يعالج الأمور بحكمة ، وان يحاول الابتعاد عن استعمال سياسة القمع والعنف تجاه العراقيين، وان يحافظ على كرامة الإنسان العراقي وعلى إنسانيته كما يحافظ على كرامة وإنسانية المواطن البريطاني، وحريّ به أن يبتعد عن تأييده لسياسة ارييل شارون في قمعه للفلسطينيين العزل، وفي هدمه لبيوتهم على رؤوسهم وفي جرف مزارعهم لغرض إقامة مستوطنات جديدة عليها ولغرض إقامة الجدار الظالم المسمى بالجدار العازل.