جدار العزل أمام قمة الثماني

TT

تعقيبا على مقال أحمد الربعي «حان وقت العمل»، المنشور بتاريخ 26 مايو (ايار) الحالي، اقول ان من المعتاد أن تكون المناقشات في الجمعية العامة للأمم المتحدة حول مشكلات الشرق الأوسط حافلة بالمواقف المشحونة عاطفيا، وتبقى من دون نتيجة، فالقرارات الصادرة لا تكتسب صفة الإلزام وفق الأنظمة القانونية الدولية، رغم ما يسبقها من مواجهات كلامية، وفي هذا الإطار شهدت آخر مناقشة للجمعية العامة حول الجدار العازل موقفا أوروبيا جماعيا، ولكن بقي من دون أثر على سياسة خارجية موحدة ضمن الاتحاد الأوروبي نفسه، وهذا ما يمكن أن يتبدّل من خلال اجتماع قمة الدول الثماني، والمطلوب من الدول العربية التي سوف تحضر الاجتماع وعبر الجامعة العربية، نقل القضية إلى محكمة العدل الدولية، معلّلة ذلك بأنّ إسرائيل تبني الجدار بصورة مخالفة للقوانين الدولية، وانه يشمل اقتطاع أراض فلسطينية، ومصادرة قسم منها. الفلسطينيون يؤكدون رفضهم لبناء الجدار ويتجهون إلى الجمعية العامة سعيا وراء إدانة تصدر عن محكمة العدل الدولية، وحتى أخلص أصدقاء الإسرائيليين في نيويورك، المندوب الأميركي جون نيجروبنتي اضطر إلى الإقرار بأنّ الجدار لا يتوافق مع التصورات الأميركية حول مستقبل المنطقة، ولكن الولايات المتحدة الأميركية منعت حتى الآن إصدار قرار فعال من جانب مجلس الأمن الدولي وفق المادة السابعة من ميثاق المنظمة الدولية، مستخدمة حق النقض(الفيتو)*، واتخذت دول الاتحاد الأوروبي في المجلس مواقف منقسمة على نفسها، وهذا ما يمكن أن يتكرّر في الجمعية العامة للأمم المتحدة.