خطأ النقد في اتجاه واحد

TT

قرأت مقال هاشم صالح «جمال البنا.. يبن الإصلاح الديني والتنوير»، المنشور بتاريخ 24 مايو (ايار) الحالي، وأود أن اذكر الكاتب بالروح المعرفية التي عودنا عليها، بالنقد والابتعاد عن الأيديولوجيا. ولا يبدو أن في النقد المعرفي شرطا اهم من الاعتدال والاعتراف بالخلل لدى كل الاطراف ان وجد. ان ما يفعله التعصب الديني هو جزء من روح العنف التي تسيطر على المطامع السياسية لدى كل الاطراف خصوصا عندما تغيب القيم الاخلاقية عند البشر. ما اردت قوله هو غياب النسق النقدي للآخر عند التنويريين، والاكتفاء بنقد الذات، الذي يعد فضيلة مهمة وضرورية. ذلك انه حين تغيب روح النقد الموجهة الى اتجاهات نرى فيها عنصر قوة وتقدم، فإن هذا يعني الكيل بمكيالين، ويعني التوقف عند نمط معين وعدم كشف اخطائه، وهو خطأ يقع فيه السلفيون. اذا اردنا ان نكون معرفيين كما تعلمنا، لا بد ان نتوجه بالنقد لكل ما يستحق النقد، وان يكون نقدنا شموليا. ذبح المواطن الأميركي في العراق ـ أنا من الذين لا يرون خروج أميركا من العراق ضروريا لأسباب عدة ـ يأتي في سياق الجريمة العالمية التي ينتجها السلفي الديني وكذلك العلماني الذي يفترض ان يفرز سياسيين اكثر قدرة على التعامل مع القيم.