البرلمان أولا وقبل الرئيس

TT

قرأت باهتمام بالغ ما كتبه ابراهيم الزبيدي، تحت عنوان «رسالة مفتوحة الى رئيس الدولة العراقية المقبل»، والمنشور بتاريخ 30 مايو (ايار) الماضي. وأشير هنا، الى ان ما اورده الكاتب، وما تضمنه مقاله من مطالب، إنما يعبر عن رغبة كل العراقيين، لكي يكون عراقنا المقبل عراق الجميع، حتى وإن اختلفوا في الرؤية أو في اساليب معالجة ما سيرشح من مشكلات أنتجها النظام البائد أو الاحتلال. هنا يجب ايضا ألا ننسى أن موزاييك مجتمعنا العراقي ملون، مما يقتضي أن تكون لحرية الرأي فيه مساحة تستوعب كل تلاوينه. إن ما أشار اليه الزبيدي في مقاله، هو عين الصواب. ولقد عبر عن ذلك بوضوح، قانون ادارة الدولة المؤقت الذي أقره مجلس الحكم قبل مدة قصيرة. غير ان لدي ملاحظة لا تتعلق بالموضوع او بجوهره، بل بالشكل، إذ ممن نطلب، ومن نخاطب بشأن موضوعات كالتي أوردها الكاتب؟

في تقديري أن المشكلة تكمن في اننا ننسى أنه يجب علينا ان نتوجه بشأن طلباتنا التي تخص الشأن العام، الى المؤسسات التي تعبر عن العقل والرأي الجماعي الذي يقرر، ألا وهو البرلمان، وإلا فإننا سوف نعيد إنتاج الطواطم التي قتلت فينا روح المبادرة والتعبير عن الرأي بحرية وأمان. فقد كفانا نفخا في قربة الأنا، وصدام ورهطه اقرب ألأمثلة.