لا يجوز انتقاص المعوقين وهم بحاجة لوعي المثقفين

سلطان بن سلمان بن عبد العزيز*

TT

اطلعت على مقالة الدكتور مأمون فندي المنشورة في العدد رقم 9309 بجريدة «الشرق الأوسط» تحت عنوان «القمة العربية بين سجن المعوقين وأصحاب الاحتياجات الخاصة».

وأود بداية أن أسجل تقديري لما يتميز به قلم الكاتب من طرح جاد ومعالجة مباشرة للعديد من القضايا الحيوية التي تهم المواطن العربي، لكن أقول للكاتب: قد تتفقون معي أن حملة الأقلام هم بمثابة جراحين مهرة يدركون موضع العلة ويعملون مشارطهم فيها لاستئصال أسبابها، لكن عندما يخطئ الجراح ويجور بمشرطه على موضع سليم، هنا يكون الثمن فقدان جزء سليم في الجسد المريض إن لم يكن حياة المريض نفسه، هذه الحقيقة برزت لنا خلال التنقل بين فقرات مقالكم المشار اليه، خاصة رسالة الختام، والتي تقولون فيها «هذا الباب المفتوح هو الحوار مع شعوبهم المعنية دونما أدنى اعتبار لما يريد السجان الخارجي، الباب مفتوح، ولكنْ، باب لا يمر بوصايا موسى التسع وعقلية المعوقين وأصحاب الاحتياجات الخاصة». وما يهمنا هنا هو... إقحام المعوقين وأصحاب الاحتياجات الخاصة في المقال كمرادف لفاقدي الأهلية وسلامة البصيرة، وقد تشاركنا الرأي أخي الكريم في ان هذا الحكم فيه تجن على المعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة، واستخدام هذه المرادفات اللغوية غير مبرر، خاصة من كاتب بهامتكم لديه من الثروة اللغوية ما يستطيع ان يجد ما يعكس وجهة نظره دون ان ينال من فئة أثبت الكثيرون منها تميزا عقليا وابداعا وتفوقا تجاوز بمراحل من يوصفون بسلامة العقل والبنية. ولا يخفى عليكم ان الإعاقة لا تعني التخلف العقلي بمطلقه وان ذوي الاحتياجات الخاصة لا يمثلون المعوقين بمجملهم، والتفريق هنا مطلب حيوي، حيث اقحام هذه المرادفات في غير محلها يعني المساس بشريحة اجتماعية مهمة لا تواجه ظروفا اختيارية تتعامل معها وانما ابتلاء من الله العلي القدير لحكمة يعلمها، وهي ظروف قسرية يسعون للتكيف معها والتغلب عليها، فيما يعاني كثير ممن يبدون معافين قصورا مذموما يتناقض مع مظهرهم الخارجي.

إن المعاقين أحوج ما يكونون لوعي طبقة المثقفين من أمثالكم لبناء جسور تواصل مع باقي فئات المجتمع وخلق رأي عام يعي كيفية التعامل مع الإعاقة والمعوقين ويتيح لهم المساهمة في بناء مجتمعاتهم، وهذا لن يتم وهؤلاء المثقفون أنفسهم ليست لديهم رؤية واضحة عن معنى الإعاقة ومفهوم ذوي الاحتياجات الخاصة.

شاكرين ومقدرين لسعادتكم كريم تفهمكم.

* رئيس مجلس إدارة جمعية الأطفال المعوقين