كتب الشيخ احمد بن باز في جريدة «الشرق الأوسط» عدد 9320 ، الصادر بتاريخ 4 يونيو (حزيران) 2004، مقالا في غاية الشجاعة والصراحة فيما يتعلق بسياسة الإقصاء، وما يترتب عليها من إقصاء الآخر وعدم الاعتراف به ونزع الصبغة الشرعية عنه وامتلاك الحق الأوحد في تفسير النص وما إلى ذلك من تطرف. وهناك إذا قبل مني الشيخ احمد بن باز، الكثير الذي يجب أن يصحح في هذا المجال الذي أرجو من أن يوفق أمثال الشيخ احمد بن باز في طرحها، بصورة موضوعية قابلة للحوار البناء، وليس الجدل الناتج عن تجاهل وجود أدلة وأسباب وتفاسير مخالفة لما عرف البعض »«وان كانت ضعيفة أو نادرة» فأصبح ما اجمعوا عليه غير قابل للنقاش وان ما دونه يعتبر في بعض المواقف خروجا عن العقيدة وشركا وضلالا، ومن باب سد الذرائع يستحسن ألا نناقش فيه، وقد يرى البعض إن الحوار في مثل هذه الأمور يثير الفتن ولا ينبغي التعمق فيه، وهذا غير صحيح إذا كان الحوار مبنيا على احترام الرأي الآخر ما لم يخالف قواعد الاختلاف الشرعية المعروفة لدى أهل العلم، والجميع على علم كيف كان الأوائل من الأمة يختلفون في كثير من الأمور الشرعية من دون المساس بكرامة أو عقيدة أو مصداقية الطرف الآخر.