الإعلام السعودي ينتظر جهود الموثقين

TT

أحيي الدكتور عبد الرحمن الشبيلي، على إسهاماته الرصينة ودأبه على توثيق وتسجيل سير أعلام السعودية، من رجال الفكر والأدب والإعلام والشخصيات العامة، وذلك من خلال إصدارات منشورة ومقالات صحافية هنا وهناك، آخرها ما قرأته في «الشرق الاوسط»، بتاريخ 15 يونيو (حزيران) الحالي، بعنوان «هدى الرشيد.. السعودية التي رددت ثلاثة عقود «هنا لندن». واقول إن ما يميز الكاتب ليس معلوماته عن الشخصيات التي يكتب عنها وحسب، ولكن درايته الواسعة ايضا، بتاريخ الأسر والأنساب والبيوتات ذات العلاقة بالموضوعات التي يكتب فيها، وإلمامه بالظروف التي عاش فيها هؤلاء.

أما ما ذكره عن الإعلامية هدى الرشيد، فأزعم أن فيه الكثير من المعلومات الجديدة على معظم القراء.

أعلم، كما يعلم الكاتب، أن هناك في مجتمعنا من لا يعجبه الحديث عن هدى الرشيد، لكن بصرف النظر عن اتفاقنا أو اختلافنا مع هذه الرؤية التي نحترمها، تظل «هدى الرشيد» وأمثالها جزءا من واقع المرأة السعودية الذي يجب أن يعرف عنه الجميع، وخاصة في ظل هذه الظروف والتطورات التي جعلت المجتمع السعودي في قلب الأحداث، وفي بؤرة اهتمامات القاصي والداني.

لقد ذكر الكاتب الشبيلي، وهو المؤرخ الإعلامي أو بالأحرى مؤرخ الإعلام السعودي، معلومة جديدة ـ بالنسبة لي على الأقل ـ وهي أن هدى الرشيد، هي أول مذيعة سعودية قدمت نشرة الأخبار العربية على شاشة تلفزيون الرياض في صيف 1974. وهذا يكفي للرد على من يدعي بعد ثلاثين سنة من ذلك التاريخ أن من بين من ظهر في قناة «الإخبارية» الجديدة «أول» مذيعة سعودية تقدم الأخبار! وهذا يدفعني للقول إن بدايات الإعلام السعودي لا تزال بحاجة لتأريخ وتوثيق، ومن حسن الحظ أن معظم من عاصروا تلك البدايات وعايشوها، ما زالوا أحياء يرزقون ويتمتعون بصحة وذاكرة جيدتين، ونحن بحاجة لهمّة الشبيلي وأمثاله لكتابة هذا التاريخ.