توقعات لمستقبل عراقي سيئ أم مجرد تمنيات؟

TT

يتعذر علي كعراقية تصديق ايمان الكاتب فهمي هويدي بتلاحم المجتمع العراقي، امام ما يتوقعه بعض اشقائه العرب، وبضمنهم الكاتب، من حروب طائفية او قومية او دينية، تحدث في المقبل من الأيام. كل تلك التقارير والصور التي يستعرضها الكاتب في مقاله المعنون «الأسوأ قادم إذا أفلت زمام العلاقات العرقية والمذهبية»، المنشور بتاريخ 23 يونيو (حزيران) الحالي، تشير الى وجود مساع لإيقاع المجتمع العراقي في ذلك النوع من الحروب، بينما يتنبأ الكاتب بوقوع الفتنة، التي لم يشهدها العراق بعد التاسع من ابريل (نيسان) 2003، بعد الثلاثين من يونيو.

صحيح أن صدام حسين ساهم في وجود فتنة طائفية وقومية بين فصائل المجتمع العراقي، ضمن عملية مبرمجة، نفذت على امتداد عقود من الزمن، الا أنه بعد سقوط نظامه، وحتى قبيل سقوطه، لم يتجرأ سني على النيل من شيعي، او كردي من عربي. وصحيح أن صدام المخلوع استطاع تدمير المجتمع العراقي، بسحقه لإنسانية الانسان العراقي بكل طوائفه وأديانه، وحاول بشتى الطرق اللعب على الورقة الطائفية، الا ان العراقيين ردوا على ذلك بتعزيز التآخي والانسجام فيما بينهم، وهذا ما اثار دهشة الطائفيين المتربصين، حيث الفتن المستوردة التي يقوم بتسهيل عبورها عملاء النظام السابق، وجاءت مع السيارات المفخخة والأحزمة الارهابية لكي تنال من وحدة العراق وتعدديته وتعايشه في انسجام عبر تاريخه الطويل.