الى أين يتجه النزاع الإيراني ـ العراقي؟!

TT

هل انتهت الحرب العراقية ـ الايرانية؟ اطول حرب في تاريخ الشرق الاوسط بل في تاريخ العالم الحديث. منذ الحرب العالمية الثانية. نعم انتهت عسكريا بموجب القرار رقم 598 ـ تاريخ 8/8/1988. وقد كلفت تلك الحرب مليون انسان وحوالي (600) مليار دولار. ان الوضع المتأزم والمتأرجح بين العراق وايران، مليء بالعقبات على الرغم من الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين (كمال خرازي الى بغداد ورياض القيسي اقدم وكيل في الخارجية العراقية)! وستظل تلك العلاقات تدور في حلقة مفرغة، ففي عام 1979 بين فبراير (شباط) يوليو (تموز)، وصل نظامان في كل من بغداد وطهران، مختلفان في التوجه والاهداف احدهما «علماني» وهو العراق والاخر «ثوري ـ اسلامي»! لقد أراد العراق ووضع اهدافا محددة من التصعيد مع طهران. من ضمنها الغاء الاتفاق الموقع في الجزائر بتاريخ 13 يونيو (حزيران) 1975 بين صدام حسين والشاه رضا بهلوي. وكذلك القضاء على المعارضة التي يتزعمها (باقر الصدر) الذي سار على رأس وفد عراقي لتهنئة الخميني وكذلك مشاركته في المظاهرات في كربلاء والنجف. وكذلك جاءت محاولة اغتيال طارق عزيز في الجامعة المستنصرية في 8 ابريل (نيسان) 1980، وانعقاد القمة العربية في بغداد عام 1978 لمقاطعة مصر بسبب زيارة السادات القدس.

كل ذلك دفع العراق الى الاعتقاد بأنه اصبح رسم استراتيجية سياسية شبيهة لاستراتيجية القوى العظمى. يقول صدام حسين: «يحتل بلدنا مكانة مميزة في العالم العربي. فالجيش العراقي سوف يبقى فخر للامة العربية..!». وفي خطبه السياسية السابقة (79 ـ 1985) ـ واللاحقة (90 ـ 2001)، ركز صدام على عاملين: العروبة والسيادة (العراقية) كعوامل وطنية. وعلى التاريخ مقارنا بين معركة القادسية عام (636) بين العرب والفرس وقد انتصر فيها العرب، وبين قادسية صدام (80 ـ 1988). عودة صدام الى التاريخ في كل حروبه قوى سلطة صدام واظهره بنظر البعض بطلا قوميا! اما ايران فقد وصف الخميني النظام الحاكم في بغداد بـ«الملحد» وكذلك «بالورم السرطاني». لقد أراد الخميني العراق امتدادا لايران في انظمة الحكم. لقد عرف النظام الحاكم في ايران وبزعامة الخميني، كيف يستغل الحرب من خلال سحق القوات المناهضة للثورة (مجاهدي خلق). وكذلك طمس الخلافات الداخلية في ايران او العراق اليوم من خلال توجيه اتهام للايرانيين بمحاولة اغتيال (عدي) في حي المنصور في بغداد، الى رفض ايران اعادة الطائرات العراقية الحربية الى العراق، الى ايواء العراق (لمجاهدين خلق)، التي قامت بتفجيرات داخل طهران وبالقرب من مكتب خاتمي، مرورا بايواء ايران للتيار المعارض للعراق وهو الآخر يقوم بتفجير هنا واخر هناك في بغداد.

فإلى أين يتجه النزاع الايراني ـ العراقي؟!