من أوصل السادات إلى كامب ديفيد؟

TT

لا اعلم ان كان مقالي هذا سيروق للكثيرين ممن يؤمنون بكل افكار الرئيس الراحل جمال عبد الناصر التي نؤمن نحن بقسم منها، لا سيما في ما يتعلق بالقومية العربية التي وكما اعتقد انها من صميم فطرة أي مواطن عربي يعتز بكونه ينتمي الى امة الضاد رغم جميع المغريات التي تدعوه الى الخروج من تحت عباءتها وعلى رغم الكثير من المساوئ التي تكمن تحت جلبابها.

المهم ان يتهم حزب ما رئيسا ما بأنه الخائن الاعظم لا بد ان يجعلنا نتوقف مليا امام هذا الزعيم او ذاك وفي حالتنا هذه لا بد لنا ان نذكر الجميع بأن الرئيس السادات لم يهبط بالباراشوت على كرسي الرئاسة بل كان نائبا للرئيس عبد الناصر وهذا يعني انه هو من اتى به الى هذا المنصب الحساس وذلك بعد ان كان واحدا من ضباطه الاحرار الذين اوصلوه اصلا الى سدة الحكم، وانه لو كان للامة العربية الكثير من المآخذ على الرئيس السادات فان للرئيس عبد الناصر حظا كبيرا منها ايضا، فلا نريد ان نذكر بعض المغالين في الناصرية كيف ان الرئيس عبد الناصر هو اول من الغى الاحزاب المصرية وشجع على إلغاء غيرها في اكثر من قطر عربي وبهذا سحق حرية الكلمة ووضع الرأي الآخر في خانة الخيانة كي لا يسمع الا صوتا واحدا ينسجم مع ايقاع سياسة الفرد الواحد متمترسا وراء عناوين كبيرة وبراقة اثبت الواقع انها كانت في معظمها للاستهلاك ليس إلا.

البعض يا سادتي يقول ان خروج السادات عن الصف العربي هو الذي اوصل حالنا الى ما هو عليه والبعض يقول ان الحالة العربية هي التي اوصلت السادات الى كامب ديفيد الاولى، وهنا سندخل في لعبة من يأتي اولا.. البيضة ام الدجاجة.. وهذه لعبة لم يستطع، او ربما، لم يرد احد حلها منذ قديم الزمن، بل اعتقد انها لا تروق إلا لمن يريد الا يخرج من ماضيه كي لا يرى واقعه ومستقبله.. ان ما اريد قوله يا اعزائي ان كفانا اجترار لماضينا المليء بالاخطاء ولنأخذ منه اشعاعاته المضيئة فقط ولنبدأ مما نحن عليه الآن علنا نرسم مستقبلا ستلعننا اجيالنا القادمة ان لم يكن افضل من واقعنا هذا.