نتمنى رسالة من فريدمان إلى الشارع الإسرائيلي

TT

قرأت لتوماس فريدمان الكاتب والصحافي الاميركي في عدد 8087 رسالة موجعة من بيل كلينتون الى الشارع العربي تحت عنوان «لماذا يصنع العرب رقائق البطاطا بدل الرقائق الالكترونية؟» وقال: لقد كتبت كثيرا الى قادتكم.. والآن سأكتب لكم.

الحقيقة اننا نشكر توماس فريدمان على رسالته التي وصلت على صفحات «الشرق الأوسط» واقول لصاحب هذه الرسالة: انك ما زلت تجهل قضية فلسطين وتجهل الانسان العربي الذي ولد حرا كباقي الخلق ويكون دائما مجيبا حين يسمع النداء. من يكتب لك هذه الرسالة شارك في المظاهرات الطلابية والشعبية بين 1948 ـ 1952 في مصر وكنا ننادي جميعا «لا استعمار بعد اليوم، والاستقلال التام او الموت الزؤام».

ولا بديل الا الحرية وكان عمري يومها تسع سنين وهناك امثالي كثيرون يتذكرون ويشاركون في تحرير الامة من الاحتلال والذي لا ترضونه لانفسكم.

ان قضية التحرر العربي من الاحتلال والهيمنة والعنصرية لهي قديمة قدم التاريخ، ولتعود الى ما قبل 1948 وتسأل نفسك سؤالا: ما اسم هذه الارض؟ لقالوا لك فلسطين. فمن غير اسمها وشعبها؟

اما عن البطاطا والرقائق الالكترونية، احب ان اطمئنك بان العلماء العرب هم اكثرية وبحول الله يزدادون والتصنيع ليس بعيدا عن شبابنا وشارعنا العربي. والسيادة على المسجد الاقصى حق رباني لانه لا يدخله الا المطهرون المؤمنون المسلمون لله.

واما عن تمنياتك لنا انتفاضة العلم وليس انتفاضة للدولة الفلسطينية اقول لك بأننا متعلمون ونزداد علما باذن الله ونعلم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والحيوان من قبل 1400 سنة وقالها عمر بن الخطاب رضي الله عنه. واكد على ان الناس يولدون احرارا ولدينا حرية صحافة وفكر واما عن طرح سؤال واحد؟ السؤال الوحيد الذي لن نحيد عنه هو ان نعيش بحرية على ارضنا وارض اجدادنا حتى ولو كانت صحراء قاحلة.

واما انك تخاف على اطفالنا وتخشى من عدم تنشئتهم فاعلم بان اطفالنا يعشقون الحرية ويرضعونها مع حليب الام وارجو ان نقرأ رسالة الى الاسرائيليين الذين يقتلون اطفالنا ويحتلون ارضنا وبيوتنا ومدارسنا ومستشفياتنا وشوارعنا في يافا وحيفا وعكا واللد والرملة.

إننا مختلفو التنشئة والعقلية والتربية. عشنا زمن الانبياء على الارض العربية التاريخية وانتم بعيدون عنها. لتنظر الى المجتمع الاميركي اغنياء وفقراء، بيضا وسودا، كل واحد يحمل سلاحا، جرائم، اندية للدعارة بين الرجال ومثلها للنساء، مصانع للسلاح لقتل الابرياء من اجل الدولار وكثير هم، لتطمئن ياسيد توماس بان الشارع العربي على احسن حال وسيزداد حسنا ان شاء الله ـ عليك بالشارع الاسرائيلي والاميركي وتقول لهم عن نصائحك الجبارة ـ ولك من الشارع العربي تحية الحرية!