علَّ المدافعون عن الظالم الأكبر يستشعرون العدالة

TT

قرات مقالة صافي ناز كاظم «يتعاطفون مع السفاح ليشتهروا بالرحمة»، المنشورة بتاريخ 6 يوليو (تموز) الحالي، وهي مقالة عالية في قيمتها الاخلاقية، ودقيقة في نظرتها الموضوعية المحايدة في التعامل مع الاحداث. وأشاطر الكاتبة الرأي، وأقول بأن ما نراه الآن مثارا للبكاء والعويل على مصيره، البائس، هو من غرس في انفسنا الرعب والخوف حتى النخاع. حين رجعت الى البيت في السليمانية، يوم ضرب حلبجة بالغازات السامة، رأيت مأتما صامتا مكتوما، بعد فقدان اثر عائلة خالتي. إذ لم يجرؤ احد ان يقول لي ماذا جرى. قالوا ان حلبجة وقعت في ايدى الايرانيين، وان جل اقربائي باتوا مأسورين. وبعد ثلاث سنوات، رأيت بأم عيني ما جرى، وبدأت افهم ان ما حصل في ذلك اليوم الدامي، هو ما اصبح اول التهم الموجهة الى الرئيس صدام، المؤمن والمجاهد، الذي بقصفه قتل العشرات من حفظة القرآن الكريم والمئات من الشبان والشابات المسلمين والمسلمات في حلبجة، التي اعتبرها لحد الآن من اعز المدن على قلبي.

اخيرا، لعل ما كتبته صافي ناز كاظم يوقظ في نفوس المدافعين عن الظالم الاكبر، الخشية من كلمة العدالة والتوجس خيفة من الوقوف مع الظلم.