التطرف عام والآخر لا وزن له واقرأوا الردود على فريدمان

TT

قرأت مقال محيي الدين اللاذقاني «أسرار أقباط شبرا»، المنشور في الاول من يوليو (تموز) الحالي، وأقول إن التطرف ليس حكرا على المسلمين، وقد يكون الأصح القول بأنه حكر على هذه المنطقة برمتها. فعلى سبيل المثال، تدعي كل جماعة، سواء كانت جماعة إثنية او طائفية أو حزبية، صوابية مواقفها دوناً عن الجماعات الأخرى. وتربي أبناءها على مثل هذا الفهم القاصر، الأمر الذي ينعكس كراهية للآخر بشكل عام، ويخلق حالة الاحتقان السائدة في العالم العربي، والتي تجعل الجميع في حالة ترقب وخوف مما سيحدث لو طرأ أي تغيير مفاجئ في أي دولة عربية.

وفي ظل غياب المجتمع المدني وقيم المواطنة التي تعزز قيمة الفرد بالدرجة الأولى، تجدنا نتكتل حول العائلة أو العشيرة أو القبيلة أو الطائفة، والخروج عن ذلك يجعلنا في حالة غربة حتى ونحن نعيش بين الأهل. ففي مجتمعات كهذه لا يكون الفرد مقبولا اذا لم يتمثل هذه وتلك من القيم. وعلى الرغم من رداءة المرحلة، أو الحالة العربية بشكل عام، فللأسف لا ترتقي الحلول المطروحة الى مستوى الطموح، فهي انفعالية ارتجالية لا تؤدي الغرض المطلوب منها.

تشكل الردود على مقال توماس فريدمان الأخيرة «لهذه الأسباب قررنا التوقف عن الكتابة»، المنشور بتاريخ 28 يونيو (حزيران) الماضي، مثالا على ما ذهبت اليه هنا، من ان أبناء المنطقة بشكل عام، لا يقيمون وزنا للآخر، فقد تمنى بعضهم أن يذهب فريدمان مع مقالاته بلا عودة، وليس لمدة تسعين يوما فقط كما أشار. كل ذلك لأن مقالاته غير منسجمة مع قناعات هؤلاء الذين يدعون بأنهم مثقفون.