الإصلاح! نعم.. لكن العالم في واد والعرب في واد آخر

TT

أتفق مع ما قاله الدكتور رفيق عبد السلام، في مقاله «الإصلاح السياسي وسؤال النهضة العربية»، المنشور بتاريخ 8 يوليو (تموز) الحالي، من أن مسألة الإصلاح السياسي قضية مهمة وذات حيوية بالنسبة للعرب، الذين يعانون من جبروت الحكم التسلطي. لكن هنالك قضايا كبرى لا تقل أهمية، وفي الحد الأدنى، لا يمكن فصلها عن قضية الإصلاح الديمقراطي، وعلى رأس تلك القضايا، مشكلة التكامل العربي، وتجاوز حالة التشرذم والاستقطاب العربي ـ العربي. إلى جانب غياب سياسة اقتصادية تكاملية بين مختلف الأقطار العربية. فكل هذه العوامل، أعاقت العرب عن أخذ موقعهم المناسب ضمن نظام دولي شديد الشراسة، والاتجاه نحو مزيد من التكتل. كيف يمكن للعرب امتلاك مقومات النهضة الاقتصادية والسياسية وهم في حالة تشرذم ووهن قاتل وعجز كامل عن الدفاع عن الحد الادنى من مصالحهم؟ فعلا، وكما ورد في مقالة عبد السلام، ليس المطلوب من العرب القفز الخيالي على كياناتهم السياسية الواهنة والهامشية من أجل تحقيق حلم الوحدة، بل المطلوب، في الحد الأدنى، أيجاد معادلة عقلانية ومقبولة بين القطري والقومي، على شاكلة ما فعله الأوروبيون مثلا، رغم ثقل الانقسام والصراع التاريخي بين دولهم القومية الراسخة. لماذا يتجه كل العالم من حولنا إلى مزيد من التقارب والتوحد، ويجدف العرب باستمرار في الاتجاه المعاكس للعالم ولمصالحهم، أي نحو مزيد الانقسام والتشرذم؟