لا حاجة لعلم النفس يا غسان فشهادة التاريخ تكفي

TT

بالإشارة الى ما اثارة الكاتب غسان الامام في مقاله عن الادمان الشخصي للسلطة في العالم العربي، المنشور بتاريخ 6 يوليو (تموز) الحالي، ومطالبة الكاتب بإنشاء علم نفس عربي يحلل ظاهرة البطل/الشخص في عالمنا العربي، اقول ان الامر لا يحتاج بالضرورة الى علم النفس، بقدر ما يحتاج الى علم التاريخ، فأي قراءة حتى لو كانت غير متخصصة للتاريخ العربى، ستجد ولع العرب بطلب السلطة والاستماتة عليها، منذ كانوا في الجاهلية قبائل متفرقة، وحتى يومنا هذا. كل المصائب والويلات التي حلت بعالمنا العربي، منذ مأساة الاندلس الى يومنا هذا، كانت نتيجة مباشرة للتكالب على السلطة. وكان مبدأ «الامارة لو على الحجارة»، الذي ساد في الاندلس، من قبل امراء الطوائف، هو سبب سقوطها. وحتى غرناطة، آخر امارات الاندلس، وبينما كانت تخوض معركتها الاخيرة ضد فريناندو وايزابيلا، التي قاد خلالها ابو المكارم الزغل عم الملك الشاب، مقاومة باسلة، احس الملك بالغيرة لالتفاف الناس حول ابو المكارم، وخشى منه على عرشه، فهاجمه بجيشه مسددا الطعنة الاخيرة للاندلس ولنفسه. الامر الآخر هو فلسطين ومأساتها المستمرة الى الان، إذ لم يزل العقل العربى ينتظر مجيء صلاح الدين، رغم كل ما هب على العالم من متغيرات منذ العصور الوسطى الى الان، من الزعيم الملهم، الى الرئيس القائد، الى القائد الضرورة، الى القائد الاممى. لقد مرَّ على العرب كل انواع الزعماء والرؤساء الملهمين.

اما آن الأوان لأن يحكمنا من يأتي عن طريق صناديق الانتخابات؟