«الحرة» اختارت الانتحار..والخوف على الـ«بي بي سي» كبير

TT

تعقيبا على مقال طارق الحميد («الحرة».. خطيئة واشنطن!)، المنشور بتاريخ 12 يوليو (تموز) الحالي، اقول ان المشكلة لا تكمن في الغاية التي أنشئت من اجلها قناة «الحرة»، او الاهداف والأسباب التي وافق الكونغرس الأميركي بموجبها على تمويل هذه المحطة. فالغاية والأهداف واضحة ومعلنة. وهي محاولة لتعزيز التفاهم بين المجتمع الأميركي ومجتمعات ورثت العداء للولايات المتحدة. ان جوهر المشكلة يكمن في المكلفين بتنفيذ الجانبين الفني والبرامجي لهذه القناة. وهم في العادة من أصول عربية، يحملون معهم كل الاحتقانات والأفكار المسبقة والقيم المتوارثة في مجتمعاتهم، وفي مقدمتها، الاستعانة بالأصحاب والمعارف والأقرباء، بغض النظر عن القدرات والخبرات. وفي تشغيل «الحرة» تجاهل القائمون عليها العدد الكبير من الكوادر المؤهلة التي لا تحسن اسلوب التسلل الى هذه الجماعات. والمشكلة الاخرى، هي ان الممولين الأميركيين ـ ومن خلال التجارب السابقة في اذاعة العراق الحر، وتلفزيون الحرية (ليبرتي) الذي لم ير النور، وشبكة الاعلام العراقية الحالية ـ يعتمدون على اول من يقدم نفسه لهم، من دون الاخذ بنظر الاعتبار كفاءته وقدراته. فالمهم لديهم هو وقوف المشروع على قدميه وتمرير الاموال. اما تحقيق الاهداف وردود الافعال، فهذه مسألة لا يجري التفكير فيها الا بعد جفاف الاموال وموت المشروع. و«الحرة» اختارت طريقا سريعا للانتحار. وستلحقها (البي بي سي) العربية ان اعتمدت نفس الاسلوب الساذج في اختيار الكفاءات.