مهتمون بأمور كثيرة.. لكن المطلوب اثنان وليس واحدا

TT

ردا على مقال إياد أبو شقرا «مهتمون بأمور كثيرة... والمطلوب واحد»، المنشور بتاريخ 11 يوليو (تموز) الحالي، أقول إنه إذا لم تكن المصداقية موجودة في السياسة الخارجية بين لبنان وسورية، فليس لدينا صدقية سياسية في أنظمة أخرى. بل إن الوعي والصدق في التصريح هما أهم ما يميز العلاقة الرسمية بين سورية ولبنان. وتجلى ذلك في دعم سورية حزب الله، وتبني مفهوم المقاومة من دون بقية الحكومات العربية، وحتى السلطة الفلسطينية ابتعدت عن مفهوم المقاومة. وقد أكدت الأحداث الدامية في العراق، صدق موقف سورية ولبنان من أزمة العراق. وها هي مجالس البحث والتحقيق في دوائر القرار الأميركي والبريطاني، تؤكد صحة ذلك، وتعترف بخطأ كل من ذهب الى العراق غازيا أو مؤيدا أو صامتا.

أما الحديث عن الداخل، فهناك أمور كثيرة اختلف مع الكاتب على تفاصيلها، لكن وعي السوري واللبناني يجعلهما يفرقان بين أزمة خارجية عدوانية تتطلب وحدة وصلابة، وبين أزمات داخلية تتطلب وضوحا وصبرا. لذا لا اتفق مع عنوان مقال ابو شقرا ولا مع نصه، فالمطلوب اثنان: تحصين الجبهة الداخلية بمصالحة بين الحكومة والشعب، وصمود متجدد بوجه الاستفزاز الأميركي والابتزاز الصهيوني. وإذا لم تنجح دمشق وبيروت فلن ينجح الآخرون.