محاكمة صدام: مشهد أخير لبطل مهزوم

TT

حسب المحادثة المنشورة في «الشرق الأوسط» يوم الخميس 8 يوليو (تموز) الحالي مع مستشار الأمن الوطني العراقي الدكتور موفق الربيعي، حول وضع صدام حسين كسجين لدى الحكومة العراقية وما نعرفه او نسمعه من مختلف القصص.. نرى الاختلاف بوضوح واريد تبيان بعضه.

نشرت جريدة المانية حكاية حول يوميات صدام حسين من اكله ولبسه وتجواله وقراءته كتبا قانونية نعرف ما يحمله من علامات واشارات نفسية مغلقة، في الوقت نفسه مفتوحة لدوخة الرأس وطرح اسئلة جديدة، اي اننا واقعون في دائرة (جدل من اجل الجدل)، وهكذا لا نحصل على الحقيقة ونقع في متاهة ما نسمع ولا نراه. المفاصل الرئيسية في حديث الدكتور موفق الربيعي تشير الى ان صدام (يصمت «يصفن» كثيرا ولا احد يتكلم معه ـ الصحف والاذاعة والتلفزيون ممنوعة عليه وليس هناك كتب في زنزانته لا ليس في غرفته قلم وورقة). هل يستطيع صدام في هذا الوضع بعد جره الى المحكمة ان يفتح عينيه ويبدأ جدلا حول شرعية المحكمة وعدم توقيعه على أية ورقة الا بحضور المحامي الموكل للدفاع عنه؟!. ماذا يعني كل ذلك، ماذا نرى في سيناريو محاكمة صدام؟ من كان وراء تشجيع صدام لعرض نفسه في المحكمة بصفة رئيس الجمهورية؟ هل هو ساذج الى ذلك الحد ام كان يقلد سلوبودان ميلوشيفتش عندما قال: من انت لتحاكمني؟ ان قبول صدام بما فعله واعلان ندمه واعتذاره عنه اشرف له، لكن ما يقوم به صدام ليس سوى دوره الاخير في ما تبقى من مشهد البطل المهزوم.