لنكشف كل الأوراق ونتقاسم الفضائح بعدالة

TT

قرأت ما كتبه أحمد الربعي في «الشرق الاوسط» بتاريخ 13يوليو (تموز) الحالي، تحت عنوان «بانتظار كوبونات النفط»، وأود القول، إنه منذ حلت كارثة غزو العراق، وما نجم عنها من تفكيك وتخريب لدولة العراق، ونهب وتدمير للممتلكات الحكومية أمام أعين الغزاة ورضاهم، ومن ثم تسارع ميليشيات (الأحزاب) في نهب ما تبقى من ممتلكات دولة العراق وتهريبها للخارج، والعراق يعيش في محنة الاحتلال ومأساة النهب المنظم لثروات البلاد. أما ما أسموه (إعادة اعمار العراق، وتخصيص المليارات من الدولارات من أميركا ومن الدول المانحة لهذا الغرض)، فقد تبين أنها كذبة كبيرة، وصفقة سرقة كبرى. إذ حصر توقيع العقود مع شركات أميركية لها صلة وثيقة بأركان الحكومة الأميركية، ولم ير العراقيون لحد اليوم، شيئا اسمه إعادة اعمار العراق،. فالخدمات على حالها السيئ، بل هي أسوأ. والعراق صاحب أكبر احتياطي نفطي في العالم، صار يعيش أزمة وقود خانقة، لا بنزين ولا نفط ولا كهرباء. وعراق البترول صار يستورد البترول من دول الجوار في صفقات طفح عليها الفساد والشبهات! أما أموال العراق المحجوزة لدى الأمم المتحدة والبالغة بحدود الـ 20 مليار دولار في (ما يسمى صندوق إدارة موارد العراق النفطية)، فقد تعرضت لأكبر عملية نصب وفساد من أطراف عديدة، والأمم المتحدة تتكتم على نشر وثائق هذه الفضائح.

لقد تم تبذير أموال العراق بشكل متعمد من خلال سلطة الـ«سي بي آي» (سلطة الائتلاف المؤقت) فمثلا صرفت مليارين دولار خلال شهر واحد لأغراض (عملية نقل السلطة) وزعت بعجالة ودون كشف، ومنها على سبيل المثال: ملايين الدولارات صرفت لإعداد إعلانات تلفزيونية هزيلة بلا معنى تبث من خلال الفضائيات للدعاية لقانون إدارة الدولة الانتقالي.

الأخبار المؤكدة من وزارة النفط العراقية تقول إن حصيلة مبيعات النفط العراقي من أيار 2003 إلى أيار 2004 ، بلغت (12) مليار دولار، لم تتلق الحكومة العراقية الانتقالية منها شيئا؟ ولا يعرف العراقيون أين أهدرت أموالهم في ظل الاحتلال؟

يضاف الى ذلك ملايين الدولارات التي (نهبتها) مليشيات الأحزاب العراقية من البنك المركزي العراقي، وباقي المصارف العراقية، ولا أحد يعلم مصيرها، ومصير عشرات ألوف السيارات الحكومية التي سيطرت عليها تلك المليشيات ونقلت جزأها الأكبر الى إيران وشمال العراق؟ وأسأل اخيرا: لماذا نركز على (كوبونات النفط) المهداة من صدام حسين في ظل الحصار، ولا نفتح ملف ملايين الدولارات التي أنفقت لتكريم ومكافأة صحافيين وشعراء وسياسيين وقادة أحزاب ورؤساء تحرير صحف قبل 1990، فإذا أريد فتح ملف الفضائح فلتفتح كلها بعدالة.