التاريخ هو الذي سينصف ياسر عرفات

TT

مقال هدى الحسيني، (عشر سنوات على عودة عرفات إلى غزة)، المنشور بتاريخ 15 يوليو (تموز) الحالي، يفتقر الى التحليل المنطقي وسرد الوقائع. فالرئيس ياسر عرفات، لم يكن يوما سببا مباشرا او غير مباشر فيما وصلت اليه الامور من تدهور شامل في المنطقة، وموت عملية السلام. لقد تم ذلك كله على يد الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة، التي حاولت ان تفرض على الشعب الفلسطيني سلاما على الطريقة الاسرائيلية، لا سلاما عادلا مستندا الى قرارات الامم المتحدة. سيكتب التاريخ يوما، ان الرئيس عرفات قد حوصر وهدد بالموت والقتل والنفي، لكنه لم يخضع للابتزاز الأميركي ـ الصهيوني، ورفض ان يعطيهم فلسطين على طبق من فضة. وأنه رفض ان يبيع المسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين. ونصيحتي لمن يراهن على الحكومات الاسرائيلية ألا يتفاءل بمجيء حكومة وحدة وطنية في اسرائيل، لأنها ستعمل لصالح اسرائيل ولن تقدم شيئا ذا قيمة للشعب الفلسطيني. بل على العكس من ذلك، فإن المطلوب من هذه الحكومة هو تبييض وجه اسرائيل امام المجتمع الدولي، بعد صدور حكم محكمة العدل الدولية. ونقطة اخيرة: عرفات لم يزل يمثل رمزا وطنيا، رغم كل الاخطاء التي ارتكبها، والتي لا يقرها الشعب الفلسطيني.