الوفد الديمقراطي (المصري) المزمع .. إضافة لا تخدم الديمقراطية!

TT

تابعت 21 خبرا في جريدة «الشرق الاوسط» على مدى 11 شهرا تبدأ من 16 اغسطس (آب) عام 2003، وحتى يوليو (تموز) الحالي عن «حزب الوفد» ورئيسه الدكتور. نعمان جمعة. ولقد لمست ان هناك صراعا كبيرا بين اعضاء الحزب واركانه، وهذه ظاهرة اريد ان ارصدها. فنعمان جمعة رئيس الحزب، كغيره من السياسيين، دفع من حريته الكثير دعما للحزب وللديمقراطية، وهو يقف الآن على جمرة من نار اوقدها تحت قدميه خصومه الكثر داخل الحزب، الامر الذي اشعل حربا بينه وبين عدد من الاعضاء وفي مقدمتهم حفيد رئيس الحزب السابق المرحوم فؤاد باشا سراج الدين. وهذه المجموعة التي اطلقت على نفسها اسم «احرار الوفد» تعمل بكل السبل الممكنة لسحب البساط من تحت قدمي الدكتور جمعة في شكل من اشكال التمثيليات الهزلية التي يجب ان تتوقف فصولها اذا ما اراد الحزب الوصول الى عقل وقلب الشارع المصري. فليس من الفضل في شيء ان يُبصروا بالرجل عن جُنب وهو لا يشعر، امعانا في ضبط احراز تدينه، تماما كما تفعل اجهزة الاستخبارات بالضحايا. وتحقيقا لمبدأ الشفافية والديمقراطية، فعلى «احرار الوفد» ان يوقفوا تلك المعارضة المطلقة التي تقتل الديمقراطية داخل الحزب، وليس معنى ذلك ان يدينوا بالولاء المطلق لرئيس الحزب، فذلك الولاء مؤشر خطير ايضا لقتل الديمقراطية وانتفاء الشفافية.

ولقد اثبتت التجارب ان الموالاة الدائمة لا تفرز الا عناصر من المرتزقة، ولم يعد امام حزب الوفد وغيره من الاحزاب المصرية للوصول الى السلطة بالانتخاب، الا النزول الى الشارع المصري والعمل مع الشعب للقضاء على حالات البطالة والفقر والامية، ومراقبة مؤشرات حقوق الانسان، مع ضرورة ان يكون للاحزاب حضور اعلامي فاعل.

ان ما يفعله «احرار الوفد» من معارضة مطلقة للدكتور جمعة، ما هو الا اعتداء على مؤسسة سياسية كانوا هم لبنات اساسية في بنائها الضخم، وليس من الوطنية في شيء هدم هذا الكيان الذي له بصمات واضحة على الحياة السياسية في مصر بأيديهم.