دارفور ليست بمثل هذا التبسيط المخل

TT

تعقيباً على مقال فهمي هويدي «شكوك وراء تفجير قضية دارفور»، المنشور بـ «الشرق الاوسط» بتاريخ 21 يوليو تموز الحالي، والذي يتباكى فيه على عروبة السودان، أريد أن أوضح أن هذا المقال يفتقد التحليل المنطقي، ويتجاهل الوقائع.

فالسودان قارة تجمع كل ألوان الطيف الإنساني، ومن يظن أن السودان دولة عربية إسلامية، فهو واهم ولا يعرف الواقع السوداني بما في ذلك كل الحكومات الوطنية المتعاقبة منذ الاستقلال، بل حتى العرب أنفسهم غير متحمسين لعروبة السودان، فلماذا يستغرب الكاتب تقاعسهم في حل مشكلة دارفور؟ وما الحل الذي يمكن أن يقدمه العرب لحل هذه الأزمة غير العربات المفخخة والانتحاريين، ولك في العراق خير مثال! فلعل الكاتب لا يعرف أن الفريق البشير طالب معارضيه بحمل السلاح بدلاً من الجلوس في فنادق الخمسة نجوم في وقت سابق، وببساطة استجاب معارضو دارفور لهذا النداء بحمل السلاح، فما دخل المنظمات اليهودية في هذا؟

فتعاطف هويدي مع هذا النظام لأنه يرفع شعار الإسلام، هو تعاطف قاصر، لأن مشكلة السودان ليست في الجنوب أو الغرب، إنما في هذا النظام الذي مزق السودان ودمر نسيجه الاجتماعي، وقريباً جداً سوف يسمع العالم بانفجار آخر للأوضاع في شرق البلاد. ولهذا فالأجدى للكاتب أن يطالب هذه الحكومة بتشكيل حكومة قومية مسؤولة لإقامة مؤتمر دستوري تحل فيه كل مشاكل السودان وإقامة انتخابات حرة ديمقراطية، وهذا هو الحل العصري والسحري للمشاكل، وهو خير من المكابرة وتوزيع التهم والشكوك.

وبما اني عربي ومسلم وانتمي إلى هذا الذي سمي بالشمال العربي الإسلامي في هذا البلد، أهمس في أذن الكاتب بأن هذا النظام الحاكم هو الذي أذل العروبة واضر بالإسلام كثيراً في السودان، سواء عن جهل أو عن قصد، لذلك فنرجو من الكاتب أن يحترم عقولنا!.