الركابي: عقلانية ومنهج لتصحيح خطابنا القديم

TT

الطرح الذي ورد في المقال المعنون «لنصافح ونلتصق بـ «عالم إنساني» أوسع من (العالم الإسلامي)»، المنشور بتاريخ 24 يوليو (تموز) الحالي، ليس مستغرباً أن يصدر عن مفكّر عقلانى وفقيه متبحّر في الفقه الإسلامى مثل الشيخ زين العابدين الركابى، الذي يقول: «أنّ العالم الإنسانى يجب إعادة تصوّره ـ كما هو، لا كما يشتهى المتصوّر ـ وإعادة تقديره وتثمينه، وتوثيق الصلة به، بصرف النظر عما يعتقده من أديان ومذاهب مختلفة، وما يموج به من ثقافات وأعراف شتى». ونقدّر ونثمن ايضا، عقلانية الركابي المتمثّلة في حركيّته وانفتاحه وتسامحه، فهو يطلب قراءة أخرى جديدة للصورة حسب مقتضيات الحاضر المعيش والواقع المتاح. بهدف التوصّل الى رؤية مختلفة عن رؤية الماضي القاصرة، وغير الملائمة، التي لا تنسجم مع حاضر المستجدّات، للخروج بمفاهيم وتصوّرات جديدة تلائم وتتوافق مع واقعنا وحاضرنا، وتنحو الى توثيق الصلة، والتقارب، والتوافق، والتطبيع الإيجابى مع الآخرين، بصرف النظر عن معتقداتهم وثقافاتهم وعاداتهم. هذا الطرح يستحق التبني وإدخاله ضمن مفردات التربية ومناهج التعليم بعد تبويبه، وتوسيعه، وتحديده، وطرحه محليا، لكي يواجه كتب ومنشورات التشدد والتطرّف وتكفير الأخر ومعاداته. فهو اللبنة التي من الممكن أن تأسس لفقه الواقع، وهو بداية إصلاح جوهري في خطابنا، سوف يساهم في تفتيت شرنقة الإرهاب التي وضعنا فيها، او ألصقت بنا.